قدّر معالي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور فهد بن عبدالله المبارك نمو الناتج المحلي الحقيقي في المملكة في العام الماضي 2013م بنسبة 3.8% ،مؤكدا أنها نسبة تزيد عن معدل نمو الاقتصاد العالمي في الفترة نفسه والبالغة 2.9%. وأوضح معاليه في مؤتمر صحفي عقده أمس بمقر المؤسسة بالرياض بمناسبة صدور التقرير السنوي التاسع والأربعين لمؤسسة النقد أن القطاع الخاص نما بنسبة 5.5% ،مرجعا النمو الاقتصادي في المملكة إلى استمرار الإنفاق الاستثماري الحكومي خاصة على مشاريع البنية التحتية واستمرار نمو القطاع الخاص بوتيرة عالية نتيجة ما تحقق من انجازات في مجال تحديث وتطوير الأنظمة وتحسين بيئة الأعمال والتي عززت بدورها الاستثمارات المحلية والأجنبية ،إضافة إلى ما قدمته المصارف المحلية والصناديق المتخصصة من تمويل لمختلف الأنشطة الاقتصادية في المملكة. وقال الدكتور فهد المبارك : إن بيانات وزارة المالية كشفت عن تحقيق المملكة في العام 2013م فائضا فعليا في الميزانية العامة للدولة يقدر بنحو 180.3 مليار ريال تمثل 6.5% من الناتج المحلي الإجمالي ،فيما تراجع الدين العام إلى 75.1 مليار ريال يمثل 2.7% من الناتج المحلي الإجمالي. وأشار محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي إلى أن المملكة حققت فائضا في الحساب الجاري لميزان المدفوعات يقدر بنحو 486.8 مليار ريال يمثل 17.4% من الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بنحو 22.4% في العام 2012م ،فيما ارتفع معدل التضخم من 2.9% إلى 3.5% في العام 2013م ،مؤكدا أنه يبقى معدل تحت السيطرة. ولفت معاليه النظر إلى أن آخر بيانات مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات قد أشارت إلى تراجع معدل التضخم السنوي ليبلغ 2.8% في شهر فبراير الماضي ،مبينا أن معدل التضخم في الاقتصادات الناشئة والنامية يقدر في عام 2013م بنحو 6.2% ،فيما تعزى الضغوط التضخمية في المملكة لقطاع المساكن وأسعار الغذاء. وأبان الدكتور فهد المبارك أنه في الوقت الذي تشهد فيه عدد من الدول الصناعية تراجعا في تصنيفها الائتماني أعلنت وكالة فيتش العالمية للتنصيف الائتماني مؤخرا عن رفعها لدرجة التصنيف السيادي للمملكة من AA- إلى AA مع نظرة مستقبلية مستقرة ،مما يعزز الثقة في الاقتصاد الوطني ويجعله أكثر جاذبية للاستثمار. وتطرق معالي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور فهد المبارك خلال المؤتمر إلى الأنشطة التي تشرف عليها المؤسسة ، مبينا أن القطاع المصرفي شهد مواصلة المصارف المحلية القيام بدورها في خدمة الاقتصاد الوطني وفق أحدث التقنيات الآمنة في مجال الخدمات المصرفية. وأشار إلى ارتفاع الكتلة النقدية ن3 في عام 2013م بنسبة 10.8% ،فيما نمت في يناير من العام الحالي 2014م بنسبة 12.8% ،كما نما الائتمان المصرفي الممنوح للقطاع الخاص في 2013م بنسبة 12.1% ليبلغ 1076.4 مليار ريال ، وفي يناير الماضي نما بنفس النسبة تقريبا 12.3% ،وواصل قطاع المصارف المحلية المحافظة على ملاءته المالية ليبلغ معدل كفاية رأس المال بنهاية العام 2013م 17.9%. وأفاد معاليه أن عدد البنوك المحلية والأجنبية العاملة في المملكة يبلغ حالياً 23 بنكاً منها 12 بنكا محليا و11 فرع بنك أجنبي، إضافة إلى بنك الصين للصناعة والتجارة ICBC الذي تم الترخيص له عام 2012م ليرتفع عدد فروع البنوك الأجنبية المرخص لها إلى 12 فرعاً. وأشار إلى الجهود الرامية إلى تحقيق انتشار أفضل وخدمة شريحة اكبر من المواطنين والمقيمين فقد ارتفع عدد فروع المصارف العاملة في المملكة في نهاية عام 2013م بنحو 72 فرعاً بنسبة 4,2 % ليبلغ عددها 1768 فرعاً ،فيما بلغ عدد أجهزة الصرف الآلي نحو 13,883جهازاً بنهاية عام 2013م بزيادة بنسبة 9.2% ،مقارنةً بعام 2012م,وارتفع كذلك في نفس الفترة عدد نقاط البيع بنسبة 16,5 %ليبلغ 107,763 نقطة. وحول قطاع التأمين في المملكة لفت محافظ مؤسسة النقد النظر إلى استمرار المؤسسة في توجيه القطاع لمزيد من التنظيم والعمل وفق معايير وممارسات مهنية عالية بهدف رفع مستوى كفاءة العاملين فيه وتقديم خدمات تأمين أفضل لحملة الوثائق،مبينا أنه شهد نقلة نوعية خلال السنوات القليلة الماضية، تمثلت بتطور الإمكانات والقدرات والخبرات الفنية للشركات وارتفاع مستوى الوعي بالتأمين وفوائده، ورأى أن ذلك أسهم في توفير خدمات تأمينية أفضل بأسعار وتغطيات منافسة وتحقيق معدلات نمو عالية للسوق.