رصدت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أكثر من مبلغ 138 مليون ريال لبناء وتجهيز معاهد في أكثر من 23 إصلاحية،تساهم في تأهيل السجناء وإعدادهم إلى العودة إلى حياة مهنية جديدة بعد خروجهم من الإصلاحية،ورفع روحهم المعنوية بحصولهم على شهادات علمية خلال تواجدهم في الإصلاحية والخروج منها بنظرة تفاؤلية إلى المستقبل.أوضح ذلك سعادة نائب محافظ المؤسسة العامة للتدريب المشترك الدكتور فهد بن عبدالعزيز التويجري خلال زيارته مؤخراً للمعهد المهني للتدريب في السجون بمحافظة جدة يرافقه سعادة رئيس مجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور راشد الزهراني ومدير عام الإدارة العامة للتدريب المهني في السجون الأستاذ أحمد أبو حليقة وكان في استقبالهم اللواء أحمد بن صالح الزهراني مدير سجون جدة . وأكد التويجري عقب زيارته أن المجلس الأعلى للسجون أقر بالتنسيق مع وزارة العمل، احتساب وظيفة السجين بوظيفتين خلال احتساب نسبة السعودة، لتشجيع شركات القطاع الخاص على توظيف النزلاء ، وكان التويجري قد بدأ زيارته حيث اطلع على شرح متكامل من مدير المعهد، والذي أشار إلى أنهم سيبدأون العمل بستة برامج تدريبية، هي: التكييف، والحاسب الآلي، والإلكترونيات، وميكانيكا السيارات، والكهرباء، والنجارة، لافتاً إلى أن المعهد يستوعب أكثر من 120 نزيلاً في برامج المعهد . وأوضح الدكتور التويجري أن السجناء الملتحقين في المعاهد سوف يحصلون على شهادة انجاز الدورة مماثلة للشهادة التي يحصل عليها المتدربون خارج السجن، مشيراً إلى جهود العاملين بهذه المعاهد من مدربين ومشرفين لمتابعتهم اليومية لأداء السجناء وإقامة برامج وفعاليات تنمي مهاراتهم.وأكد التويجري في تصريحه ان معاملة خريجي المعاهد داخل الإصلاحيات هي ذات المعاملة للمتدربين المتخرجين من المعاهد الأخرى،مؤكداً جاهزية المؤسسة لتوسيع قاعدة التدريب المهني داخل الإصلاحيات في حالة الحاجة إلى زيادة المعاهد. وأفصح التويجري عن قرب انتهاء التجهيزات اللازمة لعدد من السجون داخل السعودية ومنها سجن جدة وسجن جازان وسجن الأحساء وسجن تبوك وسجن رفحا لتكون جاهزة لتدريب النزلاء قريباً. وأوضح أيضاً : إن التدريب المهني داخل السجون ما زال بحاجة لدعم من رجال الأعمال،مشيراً لأهمية دعم هذه البرامج التدريبية التي تساعد على انخراط نزلاء الإصلاحيات داخل المجتمع بعد الإفراج عنهم، وذلك بدخولهم إلى سوق العمل وشعورهم بأهميتهم من حيث اعتبارهم عنصرا فعالا ومنتجا داخل هذا المجتمع على عكس ما كانوا عليه، كما أن الإقبال على هذه البرامج التدريبية داخل السجون في تزايد مستمر،حيث وصل عدد المتدربين إلى أكثر من 3000 آلاف متدرب. وأضاف ان لدى الإدارة العامة للتدريب المهني بالسجون برامج متنوعة،منها البرامج التدريبية القصيرة وأيضاً البرامج التدريبية المتوسطة والطويلة،كما ان هذه البرامج لا تقتصر على السعوديين،بل تتعدى لتصل إلى النزلاء الأجانب ممن يريد الالتحاق. وأشار التويجري إلى أن مدة المحكومية التي يقضيها النزيل لا تعيق التحاقه بهذه الدورات التأهيلية، إذا كان النزيل يحمل المؤهل الذي يسمح له بدخول البرنامج، وقد يكون النزيل محكوما لسنة ويرغب في الالتحاق ببرنامج مدته سنتان فلا تمانع المؤسسة، لأنه يمكن إكمال البرنامج في المعاهد الخارجية التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بعد الإفراج عنه،حيث لا يقتصر التدريب على النزيل داخل السجن فقط. وحول المميزات والدعم الذي يحصل عليه المنتسب بهذه الدورات أفاد التويجري أن النزيل المجتاز لهذه البرامج التدريبية يحصل على شهادة مهنية من المعهد المهني، وليس من السجن لكي لا يكون هناك أي اثر نفسي على من يحمل هذه الشهادة، كما إن هناك دعما ماديا يتمكن النزيل من الحصول عليه بعد الإفراج عنه يصل إلى 200 ألف ريال كقرض استثماري من خلال التقديم على مراكز المنشآت الصغيرة والانضمام لدورات ابدأ مشروعك الصغير ومن ثم الحصول على القرض من خلال بنك التسليف والادخار السعودي،إضافة إلى سعي المؤسسة للتنسيق مع القطاع الخاص لمساعدة المفرج عنه بالحصول على وظيفة تناسب البرنامج التأهيلي الذي حصل عليه، وإمكانية مواصلة التدريب في المعاهد المهنية الخارجية في حالة صدور العفو وهو لم ينه البرنامج، وإمكانية عمل الخريجين المتميزين داخل السجن كمساعد مدرب وبراتب مقطوع حتى يفرج عنه، كما إن التنسيق يجري حالياً مع عدد من رجال الأعمال لتوظيف عدد من المفرج عنهم وفي حال نجاح هذه التجربة سيبدأ التوسع في التعاون في المستقبل . الجدير بالذكر أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني،عملت بالتنسيق مع إدارات السجون بمناطق ومحافظات المملكة لتنفيذ برامج التدريب المهني بالسجون .. فمنذ صدور الأمر الكريم من صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز بإسناد التدريب إلى المؤسسة، تولت المؤسسة تأمين احتياجات التدريب من التجهيزات والمستلزمات التدريبية وتوفير المدربين،إلى جانب تحسين بيئة التدريب ورفع الطاقة الاستيعابية،وفي إطار توسيع قاعدة التدريب،فقد اعتمد تفعيل التدريب في 36 معهداً لهذا العام تضم تخصصات الكهرباء،التمديدات الصحية،حاسب، خياطة،حلاقة،نجارة،سمكرة دهان، إلكترونيات سمعية،سيارات،تبريد وتكييف،لحام، ويتم إضافة مهن أخرى حسب الإمكانات بين وقت وآخر، وتطبق الحقائب التدريبية المبنية على المعايير المهنية الوطنية في معاهد التدريب المهني في السجون.