يوم ميلادك ليس عندي كباقي أيام السنة.. قد يكون يوماً عادياً عند كل الناس.. كل الناس إلا أنا.. سهرت ليلي أفكر ماذا أهديك.. فلم أجد شيئاً يرضي طموحاتي عنك أو يشبع خيالي.. وأي شيء يليق بك وأنت نفسك هديتي الغالية.. لذا قررت أن أقيم لك احتقالاً خاصاً بك وحدك أصحبك فيه إلى جزر من الحلم لم يطئها إنسان من قبلك.. ولن يطئها أحد من بعدك.. في يوم ميلادك.. لا أملك سوى كلماتي ونبض حروفي كي أفرشها لك بساطاً من حرير يحلق بك فوق السحاب.. لا أملك إلا كلماتي كي تأخدك إلى عالم من الأساطير لم يسافر إليه يوماً سواك.. لتغوص بك إلى أعماق بحار عذرية من شهد المعاني.. وتلون أيامك بألواني.. سأفتش بين مفردات اللغة عن كلمات أكتبها فقط من أجلك.. وعن عبارات أغزلها لك من خيوط الشمس ومن ضوء القمر أتوجك بها أميراًَ على عرش الأمنيات.. وعن ألحان من عبير الورد وهمس السَحر أغنيها لك وحدك.. سأبحث بين ممالك الخيال عن مساحات من الفرح تنتظر قدومك منذ الأزل ولا زالت تنتظرك.. أشيد لك فيها قصراً من ندى الفجر ومن حبات المطر.. وأرسمك وشماً على جدار العمر. *** لم أعد أدري كنه مشاعري ولا حدود آفاقي.. كل ما أعرفه أني اعتدت على وجودك في حياتي.. أحتاج بقاءك.. لا أتصور أن يمر يوم من أيام حياتي دون أن يشرق صوتك على مسامعي أو أن أرسو على شطآنك الدافئة.. لا أتخيل عمراً لا يتلألأ فيه همسك الحاني كنجم في سماء مشاعري.. أدور في متاهات مشاعري – حائرة - ما بين عقلي وقلبي.. أحاول أن أعي حقيقة تلك الخيوط التي تربطني بك وتشدني إليك وأبقى غارقة في حيرتي بلا طوق اليقين. *** يا من تنام بين حنايا أوردتي وتبحر في دمي كالريح تسكن أشرعتي.. ما همني.. مهما أذاعوا سرنا.. وتناقلوا أخبارنا.. أو بعثروا أوراقنا.. إن قالوا عني أني "أنت" أو أسموك "أنا".. وتهامسوا عنا بأنّا عاشقان وأننّا.. ما همني إن أغرقوا أسماءنا في بحر تلك المدينة الثرثارة أو أمطرونا بالحجارة.. سأظل أسكن في حناياك كالدّر يسكن في المحارة.. ستظل تسبح في دمي.. سيظل اسمك برقاً يشتعل فوق فمي.. سيظل عشقك في زوايا القلب قيداً يزين معصمي.. مليكي أنت وعاشقي.. يا من غزوت ممالكي.. ورفعت راياتك فوق سور مدينتي.. لا تكترث بحديثهم.. لا تخشى شيئاً.. إن أتوني فاتحين بخيلهم وركابهم.. لن يسلبوني إرادتي ولن أضيع في كذبهم.. لن تستبيح عيناي البريق في زيفهم.. لن أنحني.. وستبقى وحدك يا أمير العشق ربان أيامي ومرسى سفينتي. *** أيا رجلاً لا يتكرر في هذا الزمان.. يرضي خيالي.. يغزل من كلماته بساطاً حريرياً يحلق بي إلى قمم الأحلام.. أيا صوتاً يمنحني الدفء.. يذيب صقيع أيامي.. يضمني بحنان.. يشيد لي قصراً من نور فوق السحاب.. أيا رجلاً أتاني على غير انتظار.. ليشرق في أعماق روحي كشمس النهار.. لم أعد أقوى من فرط انبهاري أن أطيل حديثي.. لذا سأكتفي بهذا الاختصار. [email protected]