يشارك مئات الشعراء الشبان من أنحاء العالم العربي سنويا في مسابقة "امير الشعراء" التلفزيونية في موريتانيا متنافسين على المراكز الأولى التي تبلغ جوائزها مئات الآلاف من الدولارات. وتنظم المسابقة كما أفادت رويترز بنفس أسلوب برنامج "النجم الأمريكي" ويشارك ملايين المشاهدين في اختيار الفائزين عن طريق الاتصالات الهاتفية. وتهدف المسابقة إلى الاحتفاء بالشعر العربي التقليدي. وفاز بالجائزة الأولى في أحدث دورات المسابقة الشاعر الموريتاني سيدي محمد ولد بامبا. ونظم ولد بامبا بعد المسابقة مهرجانا للشعر في نواكشوط دعا إليه كل الشعراء الذين تنافسوا على الجوائز. ويأمل ولد بامبا أن يساعد المهرجان في تقوية الروابط الثقافية بين الشرق الأوسط وموريتانيا. واجتذب المهرجان جمهورا غفيرا بعد الشهرة التي حققها ولد بامبا بفوزه في مسابقة أمير الشعراء. وقال ولد بامبا "الشباب اليوم العربي ينظرون للشاعر كأنه توم كروز أو كأنه مثلا براد بيت. والحقيقة ان هذا شيء جميل أن يكون الشاعر نجما. الإعلام هو من صنع هذه الشخصية. واهتمام الشباب بهذا النوع من الشخصيات الشعرية هو يعكس حالة من الفراغ الروحي لديهم حيث أنهم أصبحوا ينظرون إلى القصيدة أو الكلمة على أنها المعبر الوحيد عن الغضب وهي الآلة القاتلة الآن بالنسبة للعدو. في أذهانهم أن تقول كلمة مثل أن تقاتل بالبندقية." ويحظى الشعر باهتمام كبير بين الشبان والشيوخ على السواء في موريتانيا. وشهدت أعوام الستينيات والسبعينيات نشاطا كبيرا للمراكز الثقافية العربية في نواكشوط ومنها المصري والعراقي والليبي. لكن النشاط الثقافي في موريتانيا تراجع في عهد الرئيس السابق معاوية ولد الطايع الذي تولى الحكم في منتصف الثمانينات. وثمة فجوة في موريتانيا بين المتحدثين باللغة الحسانية ومواطنيهم الذين يتحدثون اللغة العربية الفصحى. ويأمل ولد بامبا وغيره من الشعراء أن يساهم مهرجان الشعر في تعزيز وضع اللغة العربية في بلاده. ودعي الشعراء المشاركون في المهرجان إلى إلقاء قصائد عن القضية الفلسطينية في أعقاب الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها موريتانيا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وموريتانيا واحدة من ثلاث دول عربية ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل. لكن قادة المجلس العسكري الحاكم في البلاد قرر تعليق العلاقات استجابة للمعارضة الشعبية رغم أن السفارة الإسرائيلية في نواكشوط ما زالت مفتوحة. وقال شاعر موريتاني يدعى محمد ولد إيدومو "نعاني من مشكلة كبيرة في الفهم. نستطيع استخدام لغة مشتركة مثل التي تستخدمها الصحف للتعبير عن الشعر. لكن عندما نستخدم لغة شعرية نضطر كثيرا إلى شرح أفكارنا.. إلى شرح أحاسيسنا وهذا أمر لا يصلح للشعر. إذا كان عليك أن تشرح ما كتبت فسوف تقتل القصيدة." وتحدث طالب موريتاني عن الهوية في بلاده الواقعة بين افريقيا السوداء والعالم العربي. وقال العتيق ولد أبا "أعتقد أننا مصابون بنوع من اللعنة الجغرافية. نحن في الغابة الافريقية لكن جذورنا.. المنطقة التي نعيش فيها.. هويتنا عربية.. نحن مصابون بلعنة جغرافية لكن انتمائنا دائما انتماء عربي." والإسلام هو الدين الرسمي في موريتانيا ويعتنقه تقريبا كل السكان البالغ عددهم 3.1 مليون نسمة. وهيمن العرب المغاربة الذين يتميزون ببشرة سمراء ويتحدثون إما الحسانية أو العربية على الحكومة في موريتانيا منذ استقلالها عام 1960. بينما يمثل الأفارقة السود ثلث السكان ويتحدث معظمهم اللغة الفرنسية.