أكد فخامة الرئيس عبدالله غول رئيس الجمهورية التركية أن الزيارتين اللتين قام بهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله لتركيا عامي 2006 و 2007 شكلتا منعطفا تاريخيا في العلاقات بين البلدين الشقيقين. وقال إن العلاقات بين المملكة وتركيا تتقدم في المجالات كافة وتركيا تحرص على دفع هذه العلاقات قدماً إلى الأمام وهي الآن في أعلى مستوياتها. وأشار في هذا السياق إلى عدد من الاتفاقيات التي وقعها البلدان لتعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات وخص بالذكر اتفاقيات تفادي الإزدواج الضريبي والنقل والمواصلات. وقدم فخامة الرئيس عبدالله غول في مؤتمر صحفي عقده في مقر إقامته بالرياض امس شكره لخادم الحرمين الشريفين على الدعوة الكريمة له لزيارة المملكة وعدها دليلا على مستوى العلاقات التركية السعودية المتميزة. وأوضح أنه بحث مع خادم الحرمين الشريفين سبل تطوير العلاقات بين البلدين ومجمل الأوضاع في المنطقة وفي مقدمتها الأحداث المأساوية الأخيرة في قطاع غزة. وشدد على حرص تركيا وسعيها على زيادة الإستثمارات مع المملكة مؤكدا أن المملكة من البلدان الأقل ضررا من الأزمة المالية العالمية. وقال إن الحكومة التركية تسعى إلى رفع مستوى التبادل التجاري بين تركيا والمملكة من 5ر5 مليار دولار إلى أكثر من 10 مليارات دولار. وبين فخامة الرئيس عبدالله غول أن العلاقات بين المملكة وتركيا ليست منحصرة في الجانب السياسي والاقتصادي فحسب وإنما تتعداها إلى الأبحاث والتعليم والتربية حيث تم توقيع اتفاقية بين جامعة الملك سعود وهيئة الأبحاث الطبية التركية وجامعة اسطنبول للعلوم والتقنية. وأكد أن الاستثمار في السعودية مصدر فخر لتركيا. وتحدث فخامته عن زيارته إلى مجلس الشورى معبرا عن سعادته بوصفه أول رئيس دولة إسلامية يخاطب المجلس. وتطرق إلى زيارته إلى جامعة الملك سعود ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية واجتماعه برجال الأعمال السعودي والاعمال التركي. كما أشار إلى زيارته لمركز تطوير الناقلات المدرعة في محافظة الخرج بالمشاركة مع شركة اي اتي ام اس التركية موضحا أنه شاهد كيفية تطوير المدرعات على أرقى مستوى الجودة والتقنيات على أيدي المهندسين والتقنيين السعوديين والاتراك. ولفت النظر إلى استقباله لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ووزراء المالية والتعليم العالي والاتصالات وتقنية المعلومات وبحث معهم سبل تعزيز العلاقات بين المملكة وتركيا في مختلف المجالات. وأكد فخامة الرئيس عبدالله غول أهمية المملكة وتركيا في المنطقة.. وقال إن المملكة العربية السعودية حامية للأماكن المقدسة وتركيا تعمل عضوا في حلف الناتو وتسعى للإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي. مشدداً على أهمية التعاون بين البلدين واستمراره من أجل دعم الاستقرار والأمن في المنطقة.كما أكد فخامته دعم تركيا لمبادرة السلام التي اقترحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتحقيق السلام في المنطقة، وأقرتها القمة العربية في بيروت وعرفت فيما بعد بمبادرة السلام العربية. وقلل من تأثير الموقف التركي الحالي تجاه الأحداث الأخيرة في قطاع غزة على مفاوضاتها مع دول الاتحاد الأوروبي الرامية إلى الإنضمام للاتحاد مؤكدا أن لعلاقات بلاده مع دول الاتحاد مسار خاص ومنفصل ومساعيها مستمرة للانضمام للاتحاد. وقال إننا ندعم الشعب الفلسطيني وموقفنا يكمن في عدم تكرار الأحداث الدامية في قطاع غزة، وندعم سبل إحلال السلام في المنطقة وقيام دولة فلسطينية مستقلة. وشدد على أهمية حقن الدماء في الأراضي الفلسطينية والعمل على وحدة الصف الفلسطيني وهي مسؤولية الجميع داعيا إلى عدم ترك الحل في يد الإدارة الأمريكيةالجديدة لوحدها بل يجب مساعدتها في إحلال السلام في المنطقة. وعن علاقات تركيا مع إسرائيل ومدى تأثرها بالموقف التركي من الوضع الراهن في قطاع غزة، قال الرئيس عبدالله غول إن علاقاتنا مع إسرائيل يجب أن نستثمرها لصالح الاستقرار في المنطقة لذا نحن نسعى لاستخدام هذه العلاقة من أجل السلام في المنطقة، ولو لم تقع الأحداث الدامية الأخيرة في قطاع غزة لقطعنا شوطا كبيرا في مسار المحادثات بين سوريا وإسرائيل. وبخصوص الموقف التركي من البرنامج النووي الإيراني أوضح الرئيس عبدالله غول أن إيران دولة جارة لتركيا ومهمة في المنطقة مؤكدا أن بلاده تبحث مع المسؤولين الإيرانيين سبل الاستقرار في المنطقة.