أعلن المجلس الأعلى للآثار المصرية أن بعثة مصرية اكتشفت ميناء نهريا ثانيا في معبد الكرنك في مدينة الأقصر (700 كلم جنوبالقاهرة) وهي المرة الأولى في التاريخ الفرعوني يكشف فيها عن ميناء ثان لخدمة معبد. وقال الأمين العام للمجلس الأعلى لللآثار المصرية زاهي حواس إن "البعثة المصرية العاملة بمعابد الكرنك كشفت عن الميناء النهري الثاني الذي شيده الفراعنة في عصر الاسرة 25 في عهد الملك طهرقا (690 - 664 قبل الميلاد) ولم يعرف قبل ذلك انه يوجد معابد في مصر توفر لها ميناءان لخدمة المعبد". واشار الى ان "الميناء النهري الثاني المكتشف حديثا عند المدخل الشمالي لمعبد الكرنك كان يستخدمه المصريون القدماء في شهور انحسار فيضان نهر النيل للوصول الى المعبد وتم تشييده بالحجر الرملي النوبي المستخرج من جبل السلسلة ويتميز بقدرته على مقاومة مياه النهر وعوامل النحر". واوضح ان "الميناء المكتشف يتكون من درجين مشيدين من الحجر الرملي النوبي. والدرجان متقابلان يؤديان الى ارضية بطول خمسة امتار وبعرض 2,5 متر وهما معدان لاستقبال السفن". وكانت البعثة المصرية اعلنت العام الماضي عن توصلها الى الكشف عن ميناء الكرنك الاول الذي يتكون من منحدر ضخم يؤدي الى النيل والذي استخدم في جلب الاحجار والقرابين الى داخل المعبد. كما كشفت البعثة المصرية وفقا لفرانس برس على سد كبير شيده المصريون القدماء من جهة نهر النيل لحماية معابد الكرنك من خطر مياه الفيضان ويصل طوله الذي كشف عنه حتى الان 250 مترا، كما يؤكد مدير اثار الاقصر مدير البعثة المصرية العاملة منصور بريك رضوان. واضاف انه "تم العثور على العديد من الفتحات التي شكلها المصري القديم في جسم السد بجوار الميناء لربط السفن بها عند قدومها لزيارة المعابد وإن هذا الكشف يعكس اهمية معابد الكرنك قديما حيث انها المرة الأولى التي يكشف بها عن ميناءين للسفن امام احد المعابد المصرية القديمة". كذلك تم الكشف عن اثار مدينة بطلمية ورومانية تقع فوق وشمالي هذا الميناء وعثر على بعض بيوت هذه المدينة والعديد من الاواني الفخارية مما يؤكد ان حركة مياه نهر النيل كانت تختلف عبر العصور وان النيل تحول مجراه قليلاً جهة الغرب وتمكن المصريون القدماء من استخدام المنطقة للسكن في العصور البطلمية والرومانية.