دعا 38 من مفكري وعلماء العالم الإسلامي الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما ل"التعاون المتكافئ" مع العالم الإسلامي الذي "يملك من الإمكانات وعناصر القوة ما يؤهله ليكون شريكا أساسيا في صنع مستقبل العالم"، وهو ما يتوافق مع قول أوباما في خطاب تنصيبه: "بالنسبة للعالم الإسلامي.. نسعى لنهج جديد للمضي قدما استنادا إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل". وفي خطابهم لأول رئيس أمريكي من أصول إفريقية حذرته تلك الشخصيات الإسلامية من أن "شعوب العالم التي عانت كثيرا من السياسات الأمريكية تضع مصداقيتكم على المحك من خلال انتظارها لما ستفعله في هذا المجال، هل ستكون رجل الأخلاق والمبادئ والأحلام كما وعدت شعبك والعالم أم ستكون منفذا لرغبات رجال المال وخاضعا لضغوطات اللوبيات الصهيونية والمنظمات السرية". وقال الموقعون لأوباما: "التاريخ يمكن أن يسجل لك في سفره الواسع صفحات ناصعة لو تحركت بالعدل وتخلصت من المصالح الشخصية والحزبية الضيقة والضغوط الصهيونية، ويمكن كذلك أن يسجل فيك صفحات قاتمة موحشة كما فعل الرئيس بوش قبلكم"، معربين عن أملهم أن يجد خطابهم من أوباما "أذنا صاغية، ووقفة عادلة منصفة لمصلحة البشرية كلها". وخاطبوا أوباما قائلين: "إننا ندعوك والشعب الأمريكي للتعاون مع جميع أمم العالم في تحقيق المصالح المشتركة، ونؤكد لكم أن الأمة الإسلامية تمتلك من الإمكانات المعنوية والمادية وعناصر القوة الظاهرة والخفية ما يؤهلها لتكون شريكا أساسيا في صنع مستقبل العالم". واستطردوا: "وأمتنا إن كانت تدعو من وحي دينها وقيمها للتعاون المتكافئ القائم على قدم المساواة بين جميع الأطراف.. فإنها في الوقت نفسه ستقاوم بكل الوسائل الممكنة المشروعة أي محاولة لشطب وجودها أو مسخ شخصيتها وهويتها، أو الاستيلاء على مقدراتها أو سلب حقوقها". وتحت شعار "التغيير" فاز مرشح الحزب الديمقراطي الأمريكي باراك حسين أوباما في نوفمبر الماضي بمنصب الرئيس رقم 44 للولايات المتحدةالأمريكية، متعهدا بالإسراع بسحب قوات بلاده من العراق الذي تحتله منذ أكثر من 5 سنوات متواصلة، ومحاولة تحقيق السلام "الصعب" في أفغانستان ومؤكدا أنه سيسعى لتصبح بلاده "صديقا لكل بلد وشعب يسعى من أجل الحرية والصداقة، وسوف نتصدى بالتعاون مع الدول الأخرى لكل التحديات التي تواجه العالم".