اختتمت في جدة مؤخرا فعاليات الندوة العلمية لآخر المستجدات في علاج أمراض القلب والشرايين , والتي القاها البروفيسور جون دينفيلد استشاري أمراض القلب والشرايين بمستشفى ميدلسيكس في بريطانيا بمشاركة عدد كبير من استشاريي وأطباء القلب والشرايين من مختلف مناطق المملكة ، وذلك لما لهذه الندوة من الأهمية بمكان في التعرف على آخر المستجدات العلاجية في هذا المجال ومشاركة الخبرات مع الأطباء السعوديين . وأوضح دينفيلد أن خطورة أمراض القلب والأوعية الدموية تتحدد نتيجة لتفاعل مجموعة من عوامل الخطورة التي تتراكم في جسم المريض ، وقد أظهرت مؤخراً دراسة علمية سميت «بالإنترهرت» INTERHEART شملت عدداً كبيراً من المرضى من 52 بلداً أن 90 بالمائة من مرضى القلب والشرايين يشتركون بوجود 9 عوامل خطورة رئيسية تصيب كلاً منهم ، ومن الأمثلة على هذه العوامل الإرتفاع في ضغط الدم ، وارتفاع نسبة الدهون في الدم ( الكوليسترول ) حيث يعد هذان العاملان السائدان في معظم المرضى ، كما وان التدخين والإصابة بالسكر تعد أيضا من العوامل المشتركة بينهم . وأشار البروفيسور جون الى أن هذه العوامل تتراكم معاً في جسم المريض حيث تتسبب بإختلال وظيفي جسيم يصيب الجدار المبطن للأوعيه الدموية والتي بدورها تؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين والأوعية الدموية والتي تكون نتيجتها موت المريض إما بالإصابة باحتشاء عضلة القلب أو السكتة الدماغية على حد سواء ، وتشير آخر الدراسات السريرية الى أن معظم الآثار المرتبطة بإرتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول فيه أن المرضى يصابون بخلل وظيفي بيولوجي في الأوعية الدموية . وأكد دينفيلد أنه خلال العقد الماضي ومن خلال الدراسات السريرية التي تعتبر علامة فارقة في تاريخ إيجاد علاج لهذه الأمراض ، التي تمثل أهم عوامل الخطورة لأمراض القلب ، على أنها خرجت بفوائد عظيمة في إيجاد حلول دوائية تعمل على تخفيض نسبة الكوليسترول وضغط الدم المرتفع ، وبالتحديد الدراسات السريرية التي تمت على أدوية الستاتين والتي أظهرت تحسنا ملحوظا في التقليل من السكتات الدماغية ، والوفاة بسبب احتشاء عضلة القلب . وفي دراسة حديثة سميت « بالأسكوت « ASCOT ، والتي أجريت على حوالي 20.000 مريض يعانون من ارتفاع ضغط الدم أظهرت أن إعطاء دواء مخفض للكوليسترول لمرضى ضغط الدم المرتفع الذين لديهم نسب الكوليسترول في الدم مرتفعة أو حتى طبيعية يقلل هذا الدواء معدلات الإصابة بأمراض القلب بنسبة 36% بيد أن النتائج الأهم والتي أظهرتها هذه الدراسة أن استخدام نوعين من الأدوية وهما أملور مع ليبيتور يرفع هذه النسبة الى أكثر من 53% . وأشار البروفيسور جون أن الاستفادة من فعالية أدوية علاج ضغط الدم وخفض الكوليسترول كانت بالعمل على الجمع بين علاجين لعلاج مرضين في دواء واحد ، حيث تم التوصل إلى علاج يجمع الليبيتور والأملور معاً تحت مسمى الكادويت ، حيث تعمل حبة الكادويت على علاج ضغط الدم والكوليسترول المرتفعين في الدم معاً عند المرضى المصابين بالمرضين في آن واحد ، ويتوجه العلماء في المستقبل بتطوير علاج واحد يعمل على التصدي لعدد أكبر من عوامل الخطورة عند مرضى القلب والشرايين في آن واحد ، ومن المتوقع أن هذه العلاجات الجديدة ستلعب دوراً رئيسياً في حماية القلب والشرايين من عوامل الخطورة هذه .