استقبل فخامة الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا اليوم صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل بن عبد العزيز على رأس وفد من مؤسسة الفكر العربي ضم البروفسور سليمان عبد المنعم وحمد العماري. وأوضحت / الوكالة الوطنية اللبنانية الرسمية للإعلام / أن الوفد قدم خلال اللقاء إلى فخامة الرئيس اللبناني نسخة من التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية العربية الصادر عن مؤتمر المؤسسة السنوي / فكر 7 / الذي عقد الشهر الماضي. وتمنى الرئيس سليمان للمؤسسة والقيمين عليها المزيد من العطاء والنجاح في مهمتهم الفكرية والإبداعية. من جهة اخرى احتفلت مؤسسة الفكر العربي وجامعة بيروت العربية واللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو في بيروت بصدور التقرير العربي الاول للتنمية الثقافية. حضر الاحتفال صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل عضو مجلس أمناء مؤسسة الفكر العربي ووزير الثقافة اللبناني تمام سلام والوزير خالد قباني ممثلا لرئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ومعالي سفيرخادم الحرمين الشريفين لدى لبنان الدكتورعبد العزيز بن محي الدين خوجة وسفير مصرلدى لبنان أحمد البديوي وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية. وألقى صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل كلمة أوضح فيها حرص المؤسسة على أن يكون التقريرعن التنمية الثقافية العصب الاساسي لعملية التنمية البشرية عموما وتنطلق منها كافة العلوم والمعارف العملية والنظرية والقدرات والمهارات التقنية والتطبيقية وصولا الى الابداع في كل مجال من مجالات التنمية الثقافية. ورأى سموه أن أهمية هذا التقرير تكمن في توفيره قاعدة بيانات مبنية على مسح ميداني خاص بكل من المحاور التي تضمنها في مجالات التعليم والاعلام والتأليف والابداع..مشيرا الى من بين الملاحظات المفيدة التي تصب في آفاق التطوير المستقبلي ما بينه التقرير حول أهمية إستنباط قيم المعرفة والتعليم وتطويرها بحيث تساعد الشباب العربي في المساهمة في صناعة المستقبل. ولفت سموه الى أن الملف الاعلامي أظهر أن خريطة إعلامنا المقروء والفضائي لم تلب ضرورات مجتمع المعرفة ولم تستجب لمتطلبات الاعلام العصري موضحا أن التضامن الثقافي العربي كان أحد الاهداف التي انطلقت منها مؤسسة الفكر العربي... ولعل هذا التقرير يسهم في تحقيق الشعور بهذا التضامن حيث نتقاسم التحديات نفسها والقضايا نفسها والاحلام نفسها. ووجه سمو الامير بندر بن خالد الفيصل في ختام كلمته شكره لوزيرة التربية والعليم العالي اللبنانية بهية الحريري عضو مجلس أمناء مؤسسة الفكر العربي واحد المؤسسين .. لتفانيها في خدمة المؤسسة ورسالتها الثقافية وذلك إستكمالا لنهج ومسار الشهيد الرئيس رفيق الحريري الذي لم يتوان يوما عن تقديم اي دعم او تسهيلات لجعل بيروت المركز الرئيس لمؤسسة الفكر العربي تعزيزا لمكانتها على الساحة الثقافية في العالم العربي. من جهته وصف وزير الثقافة اللبناني تمام سلام التقرير بأنه مجلد واحد يحمل الارقام بدقة ويشخص الواقع بلا مواربة أوتجميل ويضع جداول المقارنة بين الدول العربية وجداول المقارنة مع دول العالم لمن يريد ان يقرأ في الارقام معانيها العميقة. وقال مجلد واحد قد يبدو للبعض مؤلما لتأخر بلدانهم ثقافيا وقد يفرح آخرون به لأن بلدانهم سجلت تقدما على الآخرين في مجال هنا اوهناك..ولكن هذا التقرير سيكون معنا طويلا اذا احسنا دراسته وصوبنا خياراتنا الثقافية وتجربتنا من اهوائنا وتجاوزنا نرجسيتنا. وإذ هنأ الوزير سلام مؤسسة الفكر العربي وعلى رأسها صاحب السموالملكي الامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز على هذا الانجاز الذي يعطي معالم مضيئة للفكر والثقافة العربية واسهام كبير ينافس ادوار الحكومات العربية. قال / آن الاوان لوقفة تأمل بما يمكن ان يتوحد العرب حوله. فالثقافة تدخل بيوتنا بلا استئذان بكل الوسائل الاعلامية المحلية والفضائية وهي تغير في اطار العولمة الكثير من معالمنا وتراثنا وتقاليدنا... وتهدد هويتنا العربية... من خلال تهديدها للبنى الثقافية. وفيما حدّد جانبين للمشكلة الاول يرتبط بالتخطيط الوطني للانماء الثقافي من جوانبه المختلفة والثاني يرتبط بكيفية مواجهة التغيير التدريجي الذي يستهدف مجتمعاتنا العربية..قال.. في زمن العولمة ان طبيعة المخاطر المهددة للثقافة العربية لا تتعلق بعمليات العولمة وتداعياتها الثقافية والسياسية والاجتماعية بقدر ما تتعلق بمدى قدرة هذه الهوية الثقافية العربية على تجاوز أزمتها خاصة ما يتعلق منها بالتنمية الشاملة وتوسيع إطار الديموقراطية وتعزيز مؤسسات المجتمع المدني وتفعيل قيم الحوار والتعددية وقبول الرأي والرأي الآخر وتوفير حرية البحث العلمي وإنشاء منظومة تربوية تقوم على تأهيل واعداد كوادر تعليم عالية المهارات وإحترام عقل المتلقي وتوفير وسائل تمكينه من الاستيعاب الناقد للمعلومات والآراء وابداع الافكار.