ينصح الأطباء وخبراء التغذية بالابتعاد عن المشروبات الغازية لما لها من أضرار كثيرة على صحة الإنسان، فقد أوضح الخبراء أن شرب المياه الغازية خلال فترة الحمل يزيد من احتمالات نشأة أجيال جديدة مصابة بحساسية الصدر والأنف، وأرجع الخبراء هذا الأثر إلى تعرض الأجنة المبكر لمكسبات الطعم واللون والرائحة والمحليات الصناعية والمواد الحافظة، مما يزيد من فرص الإصابة بالحساسية، ويقلل من فرص استيطان وتكاثر البكتيريا النافعة التي يتناسب وجودها عكسياً مع معدلات الإصابة بالحساسية، فضلاً عن أنها تحرم الإنسان من شرب المياه والمشروبات المغذية، وتزيد من معدلات الإصابة بالسمنة في المستقبل وهشاشة العظام وتسوس الأسنان وقلة التركيز والعصبية والصداع. وعلى جانب آخر، فقد أشارت دراسة حديثة إلى أن النساء اللاتي يسرفن في تناول المشروبات الغازية أثناء فترة الحمل أكثر عرضة للولادة المبكرة، وكشفت الدراسة أن أكثر من 60 ألف امرأة حامل في النرويج أي ما يصل لنسبة 25% تعرضوا إلى الولادة المبكرة على عكس النساء التي تتجنب تناول هذه المشروبات، ويرى الخبراء أن المشروبات الغازية ليست هي العامل الوحيد المسبب للولادة المبكرة، ولكن تناول النساء الأطعمة التي تحتوي على مادة الكافيين، حيث تحتوى المشروبات الغازية على معدلات من الكافيين. وبالنسبة لتأثيرها الضار على صحة الأطفال، فقد أظهرت نتائج دراسة أجراها علماء جامعة كولومبيا الأمريكية، أن كثرة تناول الأطفال للمشروبات الغازية يضعف انتباههم ويكسبهم عدوانية، وأشارت الدراسة إلى اكتشافها أن مؤشر التصرفات العدوانية عند الأطفال ارتفع تناسباً مع كمية المشروبات الغازية المتناولة يومياً، وأوضحت الدراسة أن مكونات المشروبات الغازية المحلاة يمكن أن تغير في التصرفات. ودرس الباحثون تصرفات حوالي ثلاثة آلاف طفل بعمر خمس سنوات من 20 مدينة أمريكية كبيرة، وكانت أمهات هؤلاء الأطفال يخبرن العلماء بمقدار المشروبات الغازية التي يتناولها الطفل، إضافة إلى الإجابة تحريرياً على الأسئلة المدونة في استمارة خاصة بالبحث، تشمل مدة الشهرين الأخيرين، واكتشف العلماء بنتيجة ذلك، أن 43% من الأطفال تناولوا المشروبات الغازية مرة واحدة في اليوم على الأقل، وأن 4% تناولوا المشروبات الغازية أربع مرات وأكثر، وقد استبعد العلماء العوامل السلبية الأخرى التي تؤثر في تصرفات الطفل مثل كآبة الأم والعنف ضمن حدود العائلة والفترة الطويلة التي قضاها الطفل في مشاهدة التلفزيون. وقد بينت نتائج الدراسة، بأن المشروبات الغازية ترفع مستوى العدوانية، فالأطفال الذين تناولوها أربع مرات وأكثر في اليوم، حطموا الدمى والألعاب التي تعود لغيرهم بنسبة تفوق مرتين من الأطفال الآخرين، كما أنهم اشتركوا في العراك وهاجموا الناس. كما ظهرت لديهم مشاكل جدية في الانتباه والتواصل مع المجتمع، أكثر من الأطفال الآخرين. وطالب الخبراء بضرورة تثقيف الأجيال وتوعيتهم لمخاطر المياه الغازية والمشروبات الصناعية والعمل على العودة بالمشروبات الطبيعية خاصة عصائر الفاكهة الطبيعية والألبان، مع ضرورة امتناع الحوامل عن تناول المشروبات الصناعية لوقاية الأجنة من الإصابة بحساسية الصدر والأنف.