أصبح الكعك احد أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك ، ولكن على الرغم من حب العديد من الأشخاص له بشكل كبير، إلا أن هذا الحب يمكن أن يسبب الكثير من المشاكل الصحية في المعدة والجهاز الهضمي خاصة بعد الخروم من الصيام. فكثيراً ما يتسبب كعك العيد والوجبات الدسمة في الحموضة التي هي عبارة عن زيادة إفراز حامض المعدة، الذي ينتج عن تناول نوعيات معينة من الطعام والشراب تؤدي إلى تهيج الخلايا الموجودة بجدار المعدة الاثنى عشر، وبالتالي زيادة إفراز الحامض المعدي، الذي يؤدي بدوره إلى حدوث ما يطلق علية الحموضة. ومن الأكلات التي تزيد من الحموضة هي الإكثار من تناول الكعك والبسكويت والبتي فور، لأنها تتكون أساساً من السمن البلدي والسكر والدقيق، وهذه المواد التي يتكون منها كعك العيد مواد دهنية وسكرية وكربوهيدرات مركبة تزيد من الحموضة؛ لأنها تحتاج إلى نشاط زائد ومجهود وأنزيمات الجهاز الهضمي لهضمها، وتحويلها إلى مركبات سهلة الهضم والامتصاص، وبالتالي تؤدي إلى الحموضة والإحساس بالامتلاء والانتفاخ والميل للقيء. وينصح العديد من الأطباء بضرورة أن تكون الوجبات بعد الصيام متوازنة وتحتوى على جميع العناصر الغذائية، ولا تزيد عن ثلاث كعكات يومياً للشخص الطبيعي، حيث تحتوي الكعكة الواحدة والتي تزن 50 جرام على 250 سعراً حرارياً علماً بأن الشخص البالغ يحتاج حوالي 2000 سعر يومياً، أما مرضى السكر فيمكنهم تناول كميات محددة من الكعك، ولكن مع تنظيم مواعيد وجرعات الأدوية والأنسولين بمعرفة الطبيب المختص. كما يؤكد الأطباء على الإكثار من الأطعمة المحتوية على الألياف كالخس والجرجير وغيرها، حيث تمتص المواد الدهنية وتساعد على تنظيم حركة القولون، أما مرضى الكبد فيجب ألا يقوموا بتناول الكعك؛ لأن الكبد يكون غير قادر على إفراز مادة الصفراء التي يمكنها التعامل مع كميات الدهون الموجودة في الكعك. ولتفادي هذه المخاطر التي قد يتعرض لها العديد من الأشخاص، فإن هناك بعض النصائح التي يجب أن نتبعها أثناء تناول الكعك والوجبات الدسمة لنتجنب حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي. ففي البداية يُنصح بتقليل نسبة الدهون ، واستبدال الدهون الحيوانية بأخرى من مصدر نباتي ليُتاح من خلال ذلك تسهيل عمليات الهضم إذا تم تناول كميات كبيرة. وتُعتبر الزيوت النباتية المُستخلصة من فول الصويا أفضل بديل للدهون الحيوانية لاستخدامها في صناعة العجائن، وكذلك الألبان النباتية المصنعة من الصويا ولها نفس مكونات الألبان الحيوانية، وهي ألبان خالية من سكر اللاكتوز والكولسترول ويمكن استخدامها في صناعة الكعك. يُنصح أثناء كما يُنصح بتناول القليل من بذور المحلب وهي بذور صغيرة رائحتها عطرية طعمها يشبه طعم اللوز، يتم جرشها بين الأسنان لتتفاعل مكوناتها في الجهاز الهضمي. وبعد ذلك يُفضل شرب كوب من القرفة، فهي تساعد على الهضم، بالإضافة إلى الحفاظ على مستوى السكر في الدم في وضعه الطبيعي بعد تناول الكعك أو الوجبات الدسمة.