مرض الهربس واحد من أشهر الأمراض الجلدية التي تصيب الإنسان سواء الذكور أو الإناث، وهو ناتج عن الإصابة بنوع معين من الفيروسات، ويلعب الجهاز المناعي دوراً أساسياً في الإصابة بالمرض، حيث أظهرت الأبحاث العلمية أن ضعف المناعة يصاحبه عادة ظهور المرض والعكس صحيح كلما كان جهاز المناعة قويا قلت فرصة الإصابة بالمرض. وأظهرت دراسة حديثة أن مرض الهربس الشفوي يرجع إلى وجود عامل جيني يمكنه التسبب بإصابة أشخاص معينين بهذا المرض بشكل متكرر، وذلك في أول دراسة تكشف وجود عامل من هذا النوع. وأوضحت الدراسة التي أجراها عدد من العلماء بجامعة ماساتشوستس، أن الظهور المتكرر للمرض مرتبط بجين "C21orf91"، وهو موجود لدى كل البشر، غير أنه قد يتعرض أحياناً لبعض الطفرات لدى أشخاص دون سواهم مما يجعلهم أكثر عرضة للمرض. ويشار إلى أن الهربس يأخذ شكلين للإصابة؛ الأول يصيب اللثة والتجويف الفمي والشفاه وحافة فتحة الأنف، وقد يصيب العين. أما النوع الثاني فيصيب الأغشية المخاطية للأعضاء التناسلية، وتبدأ أعراض المرض بظهور حبيبات حمراء صغيرة متجاورة، لا تلبث خلال أيام حتى تتحول إلى فقاقيع لونها يتراوح بين الأبيض إلى اللون الأصفر ويصاحبها إحساس بألم موضعي، وفي بعض الحالات يحدث ارتفاع في درجات الحرارة وإحساس عام بالألم في أجزاء مختلفة بالجسم مع الشعور بالصداع. وتستمر فترة المرض من أسبوع إلى أسبوعين، حيث ينتهي الأمر بجفاف تلك الفقاقيع وتتحول إلى قشور داكنة اللون، ثم تبدأ بعد ذلك في التساقط تاركة ورائها لونا مائلاً للاحمرار يختفي تلقائياً بعد عدة أيام. ويعتبر المرض واحداً من الأمراض المعدية التي تنتقل من شخص لآخر من خلال الرذاذ، والتلامس المباشر واستعمال أدوات المريض الشخصية، وغالباً ما تعود تقرحات الهربس الفيروسية للحدوث مراراً وتكراراً، وتعمل الأدوية المضادة للفيروسات على أفضل وجه إذا تم تناولها مع بداية عودة نشاط الفيروس وقبل ظهور التقرحات، وإذا عادت العدوى الفيروسية بشكل متكرر فقد ينصح الطبيب بأخذ الدواء بصورة مستمرة. وينصح الأطباء بغسل البثور بلطف بالماء والصابون للحد من انتشار العدوى الفيروسية إلى مناطق أخرى من الجلد، وينصح هنا باستخدام الصابون المطهر كما يمكن أن يساعد وضع الثلج أو الكمادة الدافئة على المنطقة في تخفيف الألم. وتشمل النصائح المقترحة لمنع ظهور المزيد من التقرحات والبثور، وضع واقي الشمس أو مرهم الشفاه المرطب المحتوي على أكسيد الزنك عند الخروج في الهواء الطلق، حيث يعمل المرهم على الترطيب والحد من جفاف الشفتين. وتزول عدوى الهربس الشفوي عادة في غضون أسبوع أو أسبوعين، وقد تعود للحدوث لاحقاً ولكن يمكن أن تعدّ شديدة وخطيرة إذا حدثت في العين أو قريباً منها، وكذلك في حالة الإصابة بها من قبل الأشخاص ضعيفي المناعة.