ما عاد يغريني المطر ولا تجذبني الأشواق ولا تحركني رعودك ولا تزلزلني تباريح الوجد ولا يحرقني الغياب ولا يبعثرني الجنون ولا همسات الزيف ولا أمواج الضياع ولا توشحات الصمت ولا قناديل القلق ولا ارتجافات الحزن ولا همهمات الندى ولا تباعد الخطوات ولا جنون الوقت ولا إطارات التعب ولا العيون التي تترقب العسل ولا الليل الذي يطوي دفء المشاعر ولا العتمة التي تستوطن في النفس ولا الهديل الذي يهزم سحاب الألفة ويبعثر مداها يا سيدتي : أتعلمين ماذا يغريني ؟ ! يغريني جموح الحرف وجنون النبض وهديل النسائم واشتعال الألفة وانهمار مطر الحنين وانثيال المشاعر الصادقة البعيدة عن كل زيف والخوض في غمار الدهشة لأترنم وأرقص في حياض البهاء تسافر بي الأشواق صوب منارات لم تكتشف من قبل وورد تتفتح له لحظات العمر وتزهر به دقائق الحياة وترقص له طيور النورس أتدركين كم يغريني الصدق والوفاء وكم يشدني سمو الفكر وعدم الجري وراء الأهواء والنزوات وأن أشعل من الصمت قنديلا ومن القناديل أحاسيس تتفجر ومشاعر تنهمر كشلال لا يقف في وجهه شيء يضيء كل المدن ويشكل حدود الإحساس تترنم فيه النبضات وتتدفق كل أمواج العطاء لنغرق في ربى الأنس ، أتدركين ! أنه يغريني أن لا أدع إحساسي يموت ولا يتألق في منارات اليأس ولا تبعثره الرياح العاتية يكون الأمل هو شعاعه والأمان هي المراكب التي تنطلق به للبعيد فيحطم كل حواجز الغربة التي تحتويه وتشكل كل الأحلام ليبقى النور يسكن كل ذات وكل شعاع *سيف المرواني عازف شجن [email protected]