وضعت الأممالمتحدة مرض فقر الدم المنجلي أو ما يسمى بالأنيميا المنجلية ضمن أخطر الأمراض الوراثية المتفشية على مستوى العالم، والتي تودي أحياناً بحياة الإنسان، وينتشر المرض في عدة دول أفريقية وأسيوية، وقد تم تحديد التاسع عشر من يونيو من كل عام ليكون اليوم العالمي لفقر الدم المنجلي؛ بهدف زيادة الوعي به كإحدى المشاكل الصحية المنتشرة في العالم، والعمل على رفع مستوى الوعي، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عنه. وتشير منظمة الصحة العالمية - في تقريرها لعام 2005 بشأن أمراض فقر الدم المنجلي - إلى أن 5% من سكان العالم يحملون جينات مسئولة عن اضطرابات الهيموجلوبين، ويولد كل عام نحو ثلاثمائة ألف رضيع باضطرابات الهيموغلوبين الرئيسة - وأكثر من مائتي ألف من هذه الحالات تعاني من فقر الدم المنجلي، ومعظمها من أفريقيا وتقدر الجمعية البريطانية لفقر الدم المنجلي أن هناك أكثر من ستة آلاف من البالغين والأطفال الذين يعانون من المرض في "بريطانيا"، بينما يقدر العدد في "الولاياتالمتحدة" ب1000 مولود جديد مصاب بفقر الدم المنجلي سنوياً. ونظراً لخطورة المرض يسعى الباحثون في مختلف أنحاء العالم لإيجاد العلاج له، وفي هذا السياق تمكن باحثون أمريكيون في كلية الطب في "بوسطن"، من تصنيع أعداد غير محدودة من الكريات الحمراء والصفيحات الدموية في المختبر، ويمكن لهذه التقنية أن تغني عن التبرع بالدم اللازم لمعالجة الحالات المرضية، مثل فقر الدم المنجلي، وكذلك في حالات الإسعاف والجراحة، وكشف الباحثون عن طريقة تصنيع الكريات الحمراء والصفيحات من الخلايا الجذعية المحفزة، والتي يتم الحصول عليها من خلال إعادة برمجة الخلايا الجسمية الناضجة كخلايا الجلد أو الدم، وإعادتها للحالة الجنينية القادرة على تشكيل أي نوع من الخلايا التي يحتاجها الجسم. ويعتبر الإنجاز الأهم هو إيجاد مادة يمكنها تعديل أحد المستقبلات التي تساعد على تشكل الكريات الحمراء، مما أدى لتصنيع أعداد كبيرة من هذه الكريات خلال فترة زمنية قصيرة، فعبر هذه الطريقة يمكن الحصول على الخلايا الجذعية المحفزة من نفس المريض الذي سينقل له الدم، وبالتالي يكون احتمال حدوث التحسس ورفض الجسم للدم المنقول ضعيفاً بصورة كبيرة. جدير بالذكر أن أعراض فقر الدم المنجلي يمكن أن تتفاوت ما بين أعراض معتدلة إلى حادة، ويعد انسداد أو ضيق الأوعية الدموية وتراكمها مع بعضها، من أهم أعراض المرض، وأكثر الأعراض شيوعاً عند الأطفال هو مرض اليدين والقدمين: ويحدث ذلك نتيجة لانسداد شرايين الدم المغذية للقدمين واليدين، مما يؤدي إلى تورم اليدين والقدمين، والبكاء الحاد بسبب الألم، وعند الرضع قد تكون هذه الأعراض الأولى للمرض، بالإضافة إلى الإرهاق الشديد أو قلة النشاط عند الطفل، كما يمكن أن يكون الطفل شاحباً ويعاني من فقدان الشهية. ويجب على الوالدين مساعدة الطفل المصاب بالأنيميا المنجلية عن طريق التأكد من أنه لا يتعرض للجفاف، وأن يشرب الماء بانتظام، وتدفئته بتدليك أو فرك الأطراف، أو عن طريق زجاجات المياه الساخنة، أو عن طريق التضميد لدعم مناطق الألم، والتشجيع على ممارسة أكبر قدر ممكن من التمارين، وإجراء الفحص الطبي للطفل بصورة منتظمة.