تعجز "الولاياتالمتحدةالأمريكية" رغم قوتها الهائلة عن مواجهة غزو يهدد الحياة بها، ويعرض بيئتها للخلل، فقد حذر العلماء في "أمريكا" من خطر بيئي كبير وهو جيوش من "النمل المجنون" و"النمل الناري" الذي يهدد باختلال توازن البيئة جنوب شرقي "الولاياتالمتحدة"، ويعرض الحياة فيها للفناء. ويعتبر هذا النوع من النمل "هو الأشرس في العالم، حيث إنه آكل للحوم في استهلاكه للكائنات التي يطاردها، كما يقضي على الأنواع الأخرى التي لا يأكلها بتجويعها من خلال حرمانها من ما تقتات عليه، وذلك وفقاً ل "أد لوبيرن"، الباحث المختص في فصائل الحشرات بمختبرات "فيلد براكينريدج". وتعتبر القضية الأكبر في تشتيته لمستعمرات النمل الناري، فالنظام بأكمله تمحور حول تلك الحشرات، فقضاؤها على الكائنات التي لم تستطع التعايش معها أحدث تغيراً كبيراً في التوازن البيئي، ويرى المختصون أنه بجانب قضاء "النمل المجنون" على مستعمرات "النمل الناري"، الذي يتميز بضآلة حجمه مقارنة بالأول، وتأثير ذلك البيئي على تلك المناطق، فإنه يعد مصدر إزعاج للسكان؛ لأنه يعيش في تجمعات كبيرة. ويجهل العلماء كيفية انتشار "النمل المجنون" - وموطنه "البرازيل" و"الأرجنتين" - في "الولاياتالمتحدة" منذ ظهوره لأول مرة في مدينة "هيوستن" عام 2006، حيث تعجز الجهات المختصة في "الولاياتالمتحدة" على محاربة هذا الكائن الذي يهددها. كما تعاني "الولاياتالمتحدة" من نوع آخر من النمل وهو النمل الأحمر أو الناري، الذي كشفت دراسة جديدة أعدها باحثون في معهد جورجيا للتقنية عن كيفية تحرك النمل الأحمر في أنظمة الأنفاق الضيقة. وقد أظهرت الدراسة أيضاً حيلاً مدهشة يستخدمها النمل لتسهيل تحركه تحت الأرض، حيث أشار علماء من "الولاياتالمتحدة" إلى أن النمل الناري يشيد أنفاقه التي يبنيها تحت الأرض بحيث تكون متكيفة بدقة مع بنيته التشريحية، وأن قطر هذه الممرات الموجودة تحت الأرض مصمم بشكل يجعل النمل قادراً على امتصاص السقطات التي يتعرض لها في الممرات المستقيمة دون فقدان الكثير من سرعة المشي لديه، بل إن النمل يستخدم قرون استشعاره لامتصاص هذه السقطات، حسبما أوضح الباحثون في معهد "جورجيا" للتقنية في دراستهم. كما أراد الباحثون من خلال الدراسة معرفة كيفية تحرك الكائنات الدقيقة تحت الأرض في أنظمة الأنفاق الضيقة، واختاروا النمل الأحمر "الناري" لمعرفة كيفية تحركه، وهو النمل الذي أصبح يعيش في مساحات واسعة من "الولاياتالمتحدة"، ويعاني منه السكان معاناة شديدة بسبب لدغاته الشديدة. وينشئ هذا النمل قراه تحت الأرض على عمق يصل إلى مترين، وأنفاق يصل طولها إلى أكثر من خمسين متراً، فقد جعل الباحثون هذا النمل خلال التجارب في المعمل يحفر ممرات سميكة في أرضية متباينة من حيث درجة تبللها بالماء، فتبين لهم أنه على الرغم من اختلاف عمق هذه الأنفاق تبعاً لصلابة أرضية هذه الممرات، فإن قطر هذه الممرات كان يتناسب دائماً وبدقة مع طول النمل الذي يبلغ نحو 3.5 مليمتر، وهو ما يجعل النمل يسير بسرعة تسعة أمثال طول النملة في الثانية ويجعلها قادرة فوراً على امتصاص السقطات التي تتعرض لها في الممرات المستقيمة مستخدمة في ذلك أطرافها. وأوضح أحد المشاركين في الدراسة أن الوسط في هذه الممرات يسمح للنمل بالخطأ دون تكبد خسائر جراء هذا الخطأ، وهذا النمل يمكن أن يعلم البشر وبشكل مدهش حيلاً فعالة في كيفية التحرك في الأماكن تحت الأرض، كما وجد الباحثون من خلال صور الفيديو أن النمل يستخدم قرون استشعاره في امتصاص هذه السقطات، ولم ير الكثير من الذين درسوا الحياة الاجتماعية للنمل فترة طويلة استخدام النمل لقرون استشعاره بهذا الشكل، حيث تعبر هذه الدقة البالغة والنظام الشديد عن صعوبة محاربة هذا الكائن الضعيف من قبل القوة الكبيرة التي تتميز بها "الولاياتالمتحدة".