ضحكة الطفل لها دور أساسي في تكوين رابطة قوية بينه وبين من يحيطون به، فليس هناك أجمل من سماع ضحكة بريئة تملأ أرجاء المنزل بالدفء، لذا يجب المحافظة على إضحاك الأطفال، وقد أكدت دراسة أمريكية أن الأطفال يبتسمون ويضحكون لأكثر من 400 مرة في اليوم، وإذا ما قارناهم بالكبار نجد أن الكبار يبتسمون 14 مرة فقط في اليوم. وفي سياق متصل، قد كشفت العديد من الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة، عن أن ابتسامة الطفل الرضيع لها معنى ومغزى، حيث قسمها المحللون النفسيون إلى العديد من الأنواع، يعبر كل نوع منها عن شيء في نفس الطفل، فليس جميعها يعني سعادته. فيؤكد الخبراء على أن الطفل أحياناً يضحك بدافع العصبية، وتظهر بشكل واضح عند التصرف معه أو مداعبته بشكل من الحدية، ولذلك ينصح بضرورة اللجوء إلى الهزار والضحك معه بطريقة لطيفةً، فهو وإن بدا فرِحاً، فإن إحساسه بالتعب والإجهاد قد يقوده للشعور بعدم الأمان وعدم الرغبة بالضحك. وهناك نوع من ضحك الأطفال يطلق عليه الخبراء الضحك الانعكاسي، الذي يكون بمثابة عدوى تصيب الطفل وتنتقل إليه إذا كانت أمه من النوع المرح، خاصة أن الضحك هو عبارة عن رد فعل، فإذا ضحكت الأم أمام الطفل الرضيع، فسيحاول الطفل تقليدها والقيام بما تفعله، ولذلك يجب أن تأخذ الأم من ذلك سبيلاً لتهدئته عند غضبه وبكائه. أما الضحك القريب فينتاب الطفل عند ما يرى أشياء تبدو غريبة عليه، كأن يرى مشاهد كارتونية بالتليفزيون، أو يشاهد لعباً بلاستيكية مثيرة له، مع العلم أن ليس كل الأطفال يمكن أن تثيرهم مثل هذه الأشياء.ومن ناحية أخرى، تتطور ابتسامات الأطفال من مرحلة لأخرى، حيث توجد الابتسامة العامة، وهي ابتسامة مميزة جداً تبدأ في الظهور بعد أربعة أسابيع من الولادة وتستمر لفترة طويلة, وتظهر هذه الابتسامة عند ما يرى الطفل أي وجه يداعبه ويلاطفه أو يبتسم له, وفي هذه الحالة يعتقد الآباء والأمهات أن طفلهم يخصهم بالابتسامات العريضة، اعتقاداً منهم أنه يعرفهم، ولكن الحقيقة أن الطفل في هذه المرحلة يبتسم لكل شخص يقترب منه ويحاول مداعبته. أما الابتسامات الخاصة فهي تبدأ في الظهور على وجه الطفل في مرحلة ما بين خمسة وسبعة أشهر، ووقتها يوجهها الطفل لوالدته ولوالده بوجه خاص، وتكون لها أثر كبير في نفسيتهما لإدراكهما أن الصغير يبتسم لهما لأنه يعرفهما. لكن الابتسامة الانطباعية هي التي ترتسم على وجه الرضيع قبل أن يبلغ يومه الثالث أو الرابع، وتظل مستمرة معه طوال الشهر الأول, وهي شبه ابتسامة لأنها تبدو لمن يراها وكأن الطفل متردد في أن يبتسم, ومع ذلك يمكن اعتبارها تمهيداً لابتسامة عريضة ترتسم على ملامح وجهه الطفولي.