زادت أنواع وأشكال المياه الغازية في الآونة الأخيرة وأصبح من الصعب السيطرة عليها وساعد في ذلك وجود الوجبات السريعة، كما أنها أصبحت جزءً لا يتجزأ من احتياجات المنزل ولا غنى عنها في ثلاجة البيت، وتضاعفت كمية المياه الغازية المباعة منذ ربع قرن وحتى الآن. وفي هذا السياق أشارت دراسة جديدة الى أن شرب عبوة واحدة من المشروبات الغازية يومياً يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 40%، كما أنها تسبب نقص عنصر البوتاسيوم في الدم والضعف العام والقيء والإسهال واضطرابات القلب والسمنة والسكري فضلاً عن هشاشة العظام كما تتسبب أيضاً في الشعور بالتوتر والعصبية على المدى الطويل. فيما أظهرت نتائج دراسات أخرى أن المشروبات الغازية تماثل في خطورتها وضررها عادة التدخين فضلاً عن تأثير المشروبات الغازية على الجانب النفسي والسلوكي مع زيادة تعاطي المواد المخدرة والتدخين وشرب الخمر وارتباط كل ذلك باللجوء إلى العنف الجسدي وعدم ربط حزام الأمان أثناء القيادة. بالإضافة إلى مشروبات الطاقة التي تشبه المشروبات الغازية أيضاً في التركيب لاحتوائها على نسبة اكبر من الكافيين والجلوكوز والسكروز. إلا أن تأثيرها كما تؤدي الزيادة في استهلاك مشروبات الطاقة إلى حدوث حالة من الإدمان إلى جانب أضرار صحية أخرى تشمل تليف الكبد وطرد السوائل من الجسم ورفع ضغط الدم وخفض استجابة الأنسجة لهرمون الأنسولين كما تؤثر بالسلب على وظائف الجهاز العصبي المركزي والكلى. لذلك يجب التقليل من استخدام المياه الغازية وعدم الإفراط فيها، وحقيقة الأمر فإن الإقلاع عن شرب المشروبات الغازية ليس سهلاً وهناك بعض النصائح التي تساعد في الإقلاع عن هذه العادة. أولاً: عالج الإدمان بجدية فيجب عليك أن تتحكم في نفسك قليلاً حتى وإن شعرت بالصداع مع تجنب الإغراءات التي قد تشعرك بالرغبة في الشرب ومنها أن تجعل ثلاجة المنزل خالية من المشروبات الغازية. ثانياً: تعرف علي المخاطر الصحية الناتجة عن كثرة تناول المشروبات الغازية مثل أمراض السكري واضطرابات الكليتين وتراكم الدهون في الجسم إضافة إلى تقليل الكالسيوم في العظام. ثالثاً: توقف عن تناول المشروبات الغازية بالتدريج وليس مرة واحدة وإلا فإنك ستشعر بالصداع الشديد والعصبية والحدة في السلوك وحاول أن تقلل عدد العبوات في كل يوم فإذا كنت تشرب مثلاً 4 عبوات في اليوم فتناول 3 ثم 2 ثم علبة في اليوم حتى تنقطع تماماً وبذلك تقل حاجتك للكافيين في المشروبات الغازية. رابعاً: لا تعوض تلك المشروبات بمشروبات الدايت فهي أكثر ضرراً على الصحة من المشروبات العادية كونها تحتوي على مادة "الأسبارتيم" التي تتحول في الجسم إلي كيماويات سامة مثل مادة "الفورمالدهيد" وهي مادة مستخدمة في حفظ أعضاء الجسم وعينات التشريح من التحلل و"الأسبارتيم" ويمكن أن تسبب في حدوث الاضطرابات العصبية مثل الصداع النصفي والتشوش الذهني والشعور بالدوار والارتعاش وتعكير المزاج والزهايمر أو الإصابة بالعمى الدائم حال تدهور الحالة الصحية. ومن ثم ينصح باستبدالها بالماء والشاي والأعشاب وعصائر الفواكه وشراب الليمون المثلج مع الفوار والحليب منزوع الدسم الذي يساعد في ترسيب الكالسيوم في العظام. خامساً: ممارسة التمرينات الرياضية تخفف من أعراض الانقطاع عن المشروبات الغازية وتساعد في تحسين المزاج وابدأ بالمشي وتمرينات اليوجا والإيروبيك وقيادة الدراجات أو مارس أي شيء تحبه لتحسن مزاجك، ومن أفضل الرياضات رفع الأثقال الذي يساعد في زيادة كثافة العظام وارتفاع نسبة الكالسيوم في الكتلة العظمية نتيجة الضغط الواقع عليها . وبذلك تكون قد تخلصت تماماً من خطر المشروبات الغازية والطاقة التي تضر بالجسم والتي قد تقود الى الوفاة المبكرة جراء إدمانها .