اختتمت الخميس الماضي أعمال مؤتمر "الدوحة" العاشر لحوار الأديان، تحت شعار "تجارب ناجحة في حوار الأديان"، بحضور 500 مشارك يمثلون 75 دولة، بعد أن استمر لمدة ثلاثة أيام. وقد خصص مركز "الدوحة" الدولي لحوار الأديان لأول مرة جائزة سنوية تمنح للمؤسسة، أو الجهة البحثية التي تقدم أفضل مشروع ناجح في مجال حوار الأديان، تحت عنوان "جائزة "الدوحة" العالمية لحوار الأديان"، حيث فاز بها الدكتور "محمد السماك" هذا العام. هذا إلى جانب مؤسسات وشخصيات أخرى أسهمت في مجال حوار الأديان، عرضت تجاربها القيمة في هذا الصدد، وتبلغ قيمة الجائزة مائة ألف دولار بالإضافة لميدالية ذهبية، ويشرف على تقديمها لجنة أمناء متخصصة مؤلفة من علماء دين (مسلمين ومسيحيين ويهود)، إلى جانب مسئولين من المركز، يساعدهم محكمون من أتباع الديانات السماوية الثلاث من أنحاء العالم. من جهة أخرى - وخلال جلسات المؤتمر - تم التركيز على أربعة محاور أساسية، هي المحور الأكاديمي ويشمل "البحث والتدريس، تطوير المحتوى التعليمي، تدريب المعلمين والطلاب"، بالإضافة إلى محور العدالة الذي يتضمن "العدالة الاقتصادية، العدالة الاجتماعية والبيئية، الصحة والأعمال الخيرية، فيما يتضمن المحور الثالث "السلام وحل النازعات"، من خلال التركيز على ثلاثة موضوعات فرعية هي "ما قبل الصراع، خلال النزاع ومرحلة ما بعد الصراع"، بينما يشمل المحور الرابع "الثقافة ووسائل الإعلام" من خلال ثلاثة فروع هي "المطبوعات، التكنولوجيا الجديدة وأخيراً الإبداع". ويعول على مركز "الدوحة" الدولي لحوار الأديان كثيراً في نشر ثقافة الحوار، وقبول الآخر، والتعايش السلمي بين أتباع الديانات المختلفة، وذلك منذ إنشائه في شهر مايو 2007 ضمن توصيات مؤتمر الدوحة لحوار الأديان، وافتتح رسمياً في 14 مايو 2008، حيث عقد المركز مؤتمرات ولقاءات وورش عمل كثيرة بهدف تحقيق هذه الغاية النبيلة. من جهة ثانية أثار غياب الشيخ "يوسف القرضاوي" - رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - عن حضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، اعتراضاً على مشاركة ممثلين عن الديانة اليهودية الكثير من التساؤلات، حيث أناب الأمين العام للاتحاد الشيخ "على محيي الدين القرة داغ" . يذكر أن المؤتمر في دورته السابقة جاء تحت عنوان: "تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الحوار بين الأديان - نظرة استشرافية" بمشاركة أكثر من مائتي شخصية دينية و أكاديمية من خمسة و خمسين بلداً على مستوى العالم.