تنطلق فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) بالمملكة، في دورته الثامنة والعشرين، الثالث من أبريل المقبل, والذي يشهد أكبر سباق سنوي للهجن بالمنطقة العربية هذا العام, حيث يعد من أبرز المنافسات الرياضية بالمنطقة العربية، بجانب عروض الفروسية التي يؤديها فرسان الحرس الوطني السعودي. ويشارك أكثر من 400 متسابق في سباق الهجن، الذي يتكون من أربعة أشواط موزعة على أربعة أيام، وتبلغ قيمة الجوائز النقدية والعينية إجمالاً أكثر من اثنين مليون وخمسمائة ألف ريال. وتشترط إدارة المهرجان للسماح للفرق المشاركة بخوض غمار السباق، عدة شروط خاصة باللياقة الطبية، والوزن المناسب للمشارك بما لا يقل عن 52 كجم، وارتداء ملابس آمنة تحمي الرأس والصدر، واجتياز فترة تدريب كافية، بالإضافة إلى القدرة على السيطرة على الهجين، من خلال شهادة موقعة من مدربين معتمدين، وتحمله مخاطر المشاركة. هذا وتبدأ فعاليات المهرجان بحفل الافتتاح الرئيسي، بعده تتنوع الفقرات المحددة ومن أبرزها: مسابقات القرآن الكريم، وسباق الهجن، وسباق الفروسية والتحمل، ومسابقات الشعر الشعبي، وكل ما يتعلق بالفنون والألعاب والأزياء الشعبية، فضلاً عن الأوبريت، والعروض التراثية لإمارات المناطق، ومعرض الكتاب، ومركز الوثائق. وتحرص إدارة المهرجان على استضافة دولة بعينها كضيف شرف سنوياً للمشاركة في فعالياته، ووقع الاختيار على "الصين" هذا العام، حتى تتاح فرصة التعرف على الثقافة الصينية، من خلال جناح مخصص لها تحت شعار: «"الصين" بلاد تتألق جمالاً»، ليكون موضوعاً رئيساً في المهرجان، يظهر معالم الحضارة الصينية التراثية والمعاصرة، من خلال العروض داخل وخارج الجناح، وكذلك الندوة الخاصة بعمق الروابط الثقافية الصينية - السعودية وغيرها من الفعاليات، ووصفت "جمهورية الصين الشعبية" المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، بأنه من أهم المهرجانات في منطقة الخليج والعالم العربي. وتبلغ مساحة الجناح الصيني في المهرجان 2000 متر مربع، ويحتوي على ثلاثة أجزاء تجسد موضوعات «خلق الحضارة»، و«المشاركة الحضارية»، و«التبادل الحضاري»، كما يتناول المعرض عدة موضوعات من بينها: «عالم المطرزات الحريرية»، و«تذوق العذوبة والعتيق»، و«أرض التأديب والتهذيب»، و«تخطّي العصور والقرون»، ليظهر من خلالها سحر الحضارة الصينية التقليدية، ومصدر ثقافة طريق الحرير بين "الصين" و"المملكة العربية السعودية"، بالإضافة إلى تنمية الثقافة الإسلامية في هذه البلاد مترامية الأطراف عظيمة السكان، والتبادل الودي بين البلدين الصديقين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 22 عاماً، مستعينين في ذلك بأساليب عرض متعددة، تشمل الوسائل التقليدية والتقنيات الحديثة. وتشارك دولة "الإمارات العربية المتحدة" أيضاً في فعاليات المهرجان بجناح كبير، تشرف عليه هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات والمؤسسات المعنية, وتم تصميم الجناح الإماراتي كقرية تراثية على شكل مُجسّم بنسبة 50% من الحجم الحقيقي لقصر الحصن، الذي يعتبر أقدم المباني العمرانية في "أبو ظبي"، ورمز نشأتها كمنارة تاريخية وثقافية عريقة بالمنطقة، ويعبر بدوره عن جوانب مختلفة من الحياة التراثية الغنية للدولة, ويتضمن هذا البعد استخدام مواد تقليدية من مصادر محلية متنوعة في تصميمه بالكامل. جدير بالذكر أن الدورة الأولى لمهرجان الجنادرية الوطني السعودي للتراث والثقافة - نظمت عام 1985م، وبلغ عدد دورات هذا المهرجان 27 دورة حتى الآن, ومن أبرز الدول التي شاركت فيه كضيوف شرف: "تركيا"، و"روسيا"، و"فرنسا"، و"اليابان"، و"كوريا الجنوبية"، وغيرها، ويتراوح عدد الزوار سنوياً ما بين 5 إلى 8 مليون زائر، حتى أصبح مهرجان الجنادرية من أهم المهرجانات في منطقة الخليج والعالم العربي.