عبرت عدد من الأكاديميات والمسئولات والمثقفات في طيبة الطيبة عن اعتزازهن وفخرهن بالمكانة التي تحتلها المدينةالمنورة في التاريخ الإسلامي ودورها في نشر الثقافة الإسلامية إذ أنها عاصمة الإسلام الأولى ومنها انطلقت رسالة الإسلام والسلام إلى مختلف أنحاء المعمورة إضافةً إلى ما يميزها من قدسية وخصوصية في قلوب المسلمين أهلتها لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية.وأوضحت عميدة الدراسات الجامعية بشطر الطالبات بجامعة طيبة الدكتورة إيناس بنت محمد طه أن المدينةالمنورة كانت ومازالت منارة علم أنعم الله على العديد من أبنائها بنعمة الذكاء والإبداع فمعلمهم الأول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي تخرج على يديه أصحابه الكرام، وكانت أول مدرسة يتعلم بها الصحابة ويتدارسون بها من معلمهم الأول عليه الصلاة والسلام ، وبعد هجرته إلى المدينة أصبح المسجد النبوي الشريف هو المدرسة . وأفادت أن من المدينة ظهرت قديما الكتاتيب والزوايا والمدارس , كما كان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه أول من جمع الأطفال في الكُتّاب في الإسلام , وكان مقر الكُتّاب بالمساجد أو في منزل صاحب الكُتّاب ,إلى جانب وجود كتاتيب خاصة بالبنين وكتاتيب خاصة بالبنات في المدينةالمنورة , فضلا عن الزوايا الخاصة بتعليم القرآن الكريم حيث كان أغلب طلابها من كبار السن إلى أن تطور الأمر بظهور ما عرف بالمدارس , في حين يستمر حفدة المهاجرين والأنصار حاملين لجذوة الشعلة ومسئولية المحافظة على الموروث يدفعهم ويدعمهم حرص الدولة المعهود رعاها الله . من جانبها أكدت عميدة كلية علوم الأسرة بجامعة طيبة الدكتورة سها بنت هاشم عبدالجواد أن اختيار المدينةالمنورة للاحتفال بها كعاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2013 اختيار في محلّه وفي إطار لفتة تستحقها طيبة الطيبة التي ضمت بين جنباتها قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم والمسجد النبوي الشريف والعديد من مواقع وآثار السيرة النبوية إذ كانت ومازالت المدينةالمنورة عاصمة الإسلام وقبلة الثقافة والعلم ومنطلق التاريخ الإسلامي والحضارة التي انبثق نورها على كافة البلدان والأقطار، . وذكرت أن منطقة المدينةالمنورة حظيت في كافة العصور بعناية واهتمام بالغين، , كما أولت الحكومة الرشيدة منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن– طيب الله ثراه - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، جلَّ اهتمامها وعنايتها.وقالت ولعلّ التوسعات المتتالية للمسجد النبوي الشريف والساحات المحيطة به شاهد على ذلك الاهتمام الذي أمتد لكافة المجالات سعياً نحو تحقيق التنمية الشاملة في عاصمة الثقافة الإسلامية المدينةالمنورة .وقالت رئيسة اللجنة النسائية للمدينة عاصمة الثقافة وعضو هيئة التدريس بجامعة طيبة الدكتورة ميمونة بنت أحمد الفوتاوي إن اختيارالمدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام ، هو تجديد وإحياء لأصل عميق الجذور. وحظي ذلك كله بقيادات حكيمة رشيدة لتبرز هذه المناسبة كأفضل ما يكون. حيث وضعت البرامج وبنيت الأنشطة ليكون عامنا هذا كما يليق بمكانة هذه المدينة الأثيرة , وكل القطاعات المدنية رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً سيكون لهم نصيب في البرامج والأنشطة على مدى العام. سائلةً الله تعالى إخلاص النوايا وصدق العمل، وأن يكون عامنا كله خير وبركة وعطاء وعزم ممتد. وتطرقت مساعد المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة المدينةالمنورة للشؤون التعليمية الدكتورة نورة سليمان البقعاوي إلى المكانة التي تحظى بها المدينةالمنورة في وجدان كل مسلم لأنها دار الهجرة وعاصمة الإسلام الأولى ومنبع الثقافة منذ صدر الإسلام ولا زالت , إلى جانب دورها البارز في نشر الثقافة الإسلامية على مر العصور , فعلى أرضها نشأ علماء جابوا أنحاء الأرض شرقاً وغرباً نشروا العلم وعلى أرضها وفد إليها جحافل من طلاب العلم ينهلون من معين الثقافة الإسلامية على أرضها. وأضافت أن المدينةالمنورة فيها عدد كبير من المكتبات الثرية بمخطوطاتها وكتبها القديمة والحديثة فهي منهل عذب لطلاب العلم وزوار المدينة ومن بينها مكتبات عامة مثل مكتبة المسجد النبوي ومكتبة الملك عبدالعزيز وأخرى وقفها أصحابها، مثل مكتبة السيد حبيب , والمكتبات الخاصة مثل مكتبة آل الأنصاري ومكتبة آل كعكي ومكتبة آل المدني ومكتبة آل الخريجي ومكتبة آل غوث ومكتبة محمد هاشم رشيد رحمه الله , ومكتبة الدكتور محمد الخطراوي رحمه الله,. وأكدت البقعاوي أن المكتبات لقيت اهتماما ورعاية من ولاة الأمر في المملكة عامة وفي المدينةالمنورة خاصة حيث كان تأسيس مكتبة المسجد النبوي الشريف 1352ه. ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة والتي وضع حجر أساسها عام 1391ه . وعرجت كذلك على ما حظيت به المدينةالمنورة من مشاريع عملاقة أبرزها توسعة المسجد النبوي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدا العزيز آل سعود – حفظه الله - والتي تعد أكبر توسعة في التاريخ . وباركت عضو هيئة التدريس في قسم العقيدة بجامعة طيبة الدكتورة بسمة جستينية لأهالي المدينةالمنورة هذا الاختيار الموفق الذي يحيي حنينا لقراءة جديدة لتاريخ خير أمة ،صنع تاريخها أعظم الخلق الرسول صلى الله عليه وسلم, لافتة إلى ماتزخر به المدينةالمنورة من كنوز ومعالم تاريخيةإسلامية وأثرية . ووصفت عضو هيئة التدريس في تقنيات التعليم وكيلة عمادة التعليم عن بعد بجامعة طيبة الدكتورة عائشة بليهش العمري اختيار عاصمة للثقافة الإسلامية بأنه اختيار موفق لمدينة النور التي غمرت بأنوارها المشرق والمغرب وكانت النواة لتأسيس وبناء دولة إسلامية ومركزا للخلافة ، داعية المنظمين إلى تكثيف الندوات والمحاضرات ودعم إنشاء متحف إسلامي يعرف الناشئة بتاريخ المدينة وتقديم صورة حقيقية للحضارة الإسلامية إلى العالم الأمر الذي يساهم في تعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة , معبرة عن أملها في أن تسهم المناسبة في إبراز المكانة الثقافية والعلمية والثقافية والتاريخية من خلال البرامج المنفذة ومنح المرأة المدينية جانب من الفعاليات لإبراز دورها الهام الذي يحكي تاريخ المدينةالمنورة . مديرة الروضة الرابعة بالمدينةالمنورة سمر بنت عبدالله القاضي نوهت من جهتها باختيار مدينة الرسول المصطفى صلى الله عليه و سلم عاصمة ثقافية للمدائن الإسلامية لعام 2013 , وخلصت إلى القول إن أبناء هذا البلد الطيب معنيون بإبراز المكانة الثقافية والروحية للمدينة النبوية وإبراز تفردها وتميزها المكاني والعلمي ثم الكشف عن الدور المدني في التراث الإسلامي والعالمي .