أقام مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات عرضاً للممثليات الدبلوماسية أمس بقصر طويق بالرياض للتعريف بمسيرة المركز بعد افتتاحه.وفي بداية الحفل رحب معالي الأمين العام للمركز فيصل بن عبدالرحمن بن معمر بالسفراء والضيوف المشاركين , ثم شاهد الحضور عرضا مرئيا يستعرض الفكرة التي أنشأ من أجلها المركز .وأكد الأمين العام للمركز في كلمة له خلال المناسبة أن هناك حرصا على التعاون والتواصل بين المؤسسات الدولية والحكومية والأهلية في جميع أنحاء العالم لنشر ثقافة الحوار ورسم خارطة طريق عالمية لالتقاء الأديان والثقافات المختلفة حول القواسم المشتركة التي تحقق الاحترام والعدل والسلام . وبين معاليه أن المركز يعد أول مؤسسة عالمية مستقلة تقوم بدور محوري على صعيد التواصل بين أتباع الأديان والثقافات والبناء على الجهود الدولية في مجال الحوار العالمي ودعم ثقافة التعاون والتعايش بين كافة الشعوب على اختلاف ثقافاتهم وأديانهم , استجابة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين التي انطلقت من مكةالمكرمة 2008م أثناء المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار وحظيت بتأييد المجتمع الدولي خلال انعقاد المؤتمر العالمي للحوار في العاصمة الاسبانية مدريد عام 2008م ثم اجتماع العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات المعتبرة والذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في نوفمبر من عام 2009م ومؤتمر مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار وأثرها في إشاعة القيم الإنسانية والذي عقد في مدينة جنيف بسويسرا في سبتمبر من نفس العام , وشهد اتفاقا من جميع المشاركين, ووقعت ثلاث دول هي المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة اسبانيا على اتفاقية تأسيس المركز بحضور ومشاركة الفاتيكان كعضو مؤسس ومراقب .وقال بن معمر :" إن المركز لا يتخذ أي جانب سياسي وشعاره " بدون سياسة " ولا يندرج تحت أي جهة سياسية أو دينية بل يحاكي جميع الأديان والثقافات المختلفة " . واستعرض بن معمر جهود المركز في إطلاق ثلاثة مبادرات خلال العام الجاري 2013م لتحقيق أهداف المركز وتمهيد الطريق لحوار فاعل ومثمر يتجاوز أثار المفاهيم الخاطئة وغير الموضوعية وممارسات التنميط السلبية بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة وتوسيع مظلة الحوار بين القيادات الدينية لتشمل فئات أخرى من الشباب وطلاب الجامعات والنخب الفكرية الثقافية في جميع المجتمعات ومن أبرز هذه البرامج والمبادرات برنامج صورة الآخر ومشروع الزمالة الدولية ومشروع تعاون القيادات الدينية بين إتباع الأديان والثقافات لحماية الأطفال وسلامتهم التي يبدأ تنفيذ بعضها من شهر مارس 2013م المقبل وشملت منظومة من المشاريع والأنشطة للمساعدة على تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمركز . ولفت معاليه إلى أنه هناك برنامج "صورة الآخر "الذي سينطلق قريبا يتضمن ثلاثة مؤتمرات دولية يتم إقامتها على مدى الثلاثة سنوات القادمة تتناول الموضوعات التي تسهم في تصحيح الصورة النمطية المغلوطة منها مؤتمر " نحو تعليم أكثر إثراء " والمقرر عقده في فيينا ، بينما يناقش المؤتمر الثاني الذي يعقد عام 2014م دور وسائل الإعلام في تصحيح المفاهيم النمطية السائدة بين إتباع الأديان وثالثاً مؤتمر يكون ضمن مبادرة صورة الأخر فيتعرض لشبكة الإنترنت وكيف يمكن الإفادة منها في تعزيز المواقف التحليلية الناقدة ضد التعصب والتحيز سعيا إلى حوار إيجابي يؤسس للعدل والسلام والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات .