يستعد أكثر من فيلم سعودي للمشاركة في مهرجانات سينمائية دولية، مما يعد مؤشراً يعكس الطفرة التي حققتها السينما السعودية في الآونة الأخيرة، حيث يشارك الفيلم السعودي (حُرمة) في مسابقة الفيلم القصير من الدورة الثالثة والستين لمهرجان برلين السينمائي (برليناله) في أول مشاركة للسعودية في المهرجان الدولي الذي يعد من أهم وأكبر مهرجانات الفن السابع في العالم، ويعد الفيلم التجربة السينمائية الثانية للمخرجة والممثلة السعودية "عهد"، وتم تصويره بالكامل في السعودية وفاز في نوفمبر من العام الماضي على (جائزة التطوير) في مهرجان (تريبيكا) السينمائي في الدوحة ضمن فئة الأفلام القصيرة. ووفق ما أعلنته إدارة المهرجان فإن المخرجة السعودية الشابة تطرح من خلال الفيلم الذي أسندت فيه الأدوار للممثلين محمد عثمان ومحمد بكير مشكلة اجتماعية وهي وصاية الرجل على المرأة في المجتمع السعودي. يذكر أن "حرمة" هو التجربة السينمائية الثانية للمخرجة حيث لفتت الأنظار إليها أول مرة من خلال فيلم (القندرجي) الذي فاز قبل عامين بجائزة الفيلم الخليجي في دبي، والذي حاولت المخرجة الشابة من خلاله طرح العديد من القضايا التي تتعلق بالمرأة السعودية، من خلال قصة سيدة يفارق زوجها الحياة وهي حامل، مما يضعها في مواجهة مشاكل في المجتمع، ويجعلها عرضة للابتزاز من قِبل المحيطين بها فتقاوم من أجل حماية طفلها قبل أن يخرج إلى الدنيا . وفي سياق المشاركات السعودية في المهرجانات الدولية أيضاً يشارك فيلم «وجدة» للمخرجة السعودية هيفاء المنصور في مهرجان منظمة حقوق الإنسان السينمائي ال17، ليمثل التقاليد السعودية وحقوق المرأة في البلاد. وخصصت المنظمة دورة المهرجان الحالية، التي تنظم في لندن خلال الفترة من الثالث عشر إلى الثاني والعشرين من مارس المقبل، للأفلام التي تناقش الأربع قضايا التالية: التقاليد وحقوق الإنسان (ومنها حقوق المرأة والمعاقين)، الهجرة، قضايا دول جنوب آسيا، والاحتلال وسيادة القانون. ويعرض المهرجان أربعة عشر فيلماً وثائقياً وخمسة أفلام درامية صُوِّرَت في عدد من الدول. وسيعقب معظم عروض الأفلام جلسات لتبادل الأسئلة ومناقشة مواضيع الأفلام ومناقشات مع مخرجي الأفلام وخبراء السينما وستعود أرباح المهرجان لتبرعات حقوق الإنسان، وسيكون الاحتفال الكبير ليلة 22 مارس بعرض فيلم «سلمى»، الذي يحكي قصة فتاة هندية مسلمة، وسينتهي الاحتفال بعرض فيلم «وجدة».