تأخر الكلام بمعناه العلمي هو تأخر الطفل في البدء بنطق كلمة ذات معنى في الوقت المفروض لذلك، وتختلف قابلية الأطفال في تعلم الكلام أو البدء به، من طفل لآخر, فبعض الأطفال مثلاً، يستطيع أن ينطق كلمة واحدة ذات معنى في الشهر الثامن من العمر،ثم يسير تطور الكلام معه سيراً حسناً من غير تأخر أو عيوب،بينما لا يستطيع البعض الآخر أن ينطق كلمة واحدة ذات معنى إلا بعد السنة الثالثة أو الرابعة من العمر،مع ظهور بعض العيوب في كلامه في السنة الخامسة. ومن بين العوامل التى تؤثر على نطق الطفل هو التدليل الزائد الذي يفوق حدوده الطبيعية والذي يؤدى إلى تأخر الطفل في الكلام , حيث يشعر الطفل بتشبع شديد من عاطفة الأسرة،و بالتالي تتأثر علاقته مع الأشخاص الآخرين فلا يميل إلى الاختلاط بهم, و لا يحب التعلم منهم, كما أنه يصبح أنانياً و عنيفاً تجاه الأطفال الآخرين , و هذه العوامل هي من مسببات تأخر النطق و الكلام عند الأطفال. ويشير خبراء علم النفس إلى أن تدليل الطفل بشكل غير عادي يؤدي إلى ثقل في لسانه، ويكون بكاؤه هو السبيل الوحيد للحصول على ما يريده، وهو شيء يجعل تعلمه للكلام في المرتبة الثانية، وبدل أن يحاول النطق يشير بيديه إلى الأشياء فيسرع الأبوان لتلبية ما يريده حتى دون محاولة ترديد اسم الشيء,وبصفة عامة يبدأ الطفل منذ الشهر الخامس من عمره بإصدار أصوات للاتصال مع الآخرين، وعندما يبلغ الشهر العاشر ينطق كلمات تشير للأب والأم، وعندما يبلغ عامه الأول ينطق كلمات يفهمها البالغون. وأوضح الخبراء إنه إذا لم يتكلم الطفل بعد العام الثاني، يشعر الأبوان أن هناك خللاً عضويًا يمنعه من النطق، حتى أن بعضهم يعتقد أن طفلهم أبكم، لكن العامل الحقيقي يكتشف عندما يتم سؤال الأبوين عن طريقة تعاملهما معه. وأبرز ما يتم اكتشافه هو أنهما يدللانه بشكل مُبالغ فيه, وينصح الخبراء بما يلي : 1 - عندما يبدأ طفلكما بإصدار الأصوات منذ شهره الخامس من العمر، رددا له كلمات بشكل مكثف حتى يتعلم تركيب الكلمات. 2 – اعلما أن تدليله يحتاج إلى جهود غير عادية للبدء من جديد في تعليمه ما فاته. 3 – إذا تعلم النطق في مرحلة متأخرة فقد يعاني من صعوبة في مخارج بعض الكلمات في المستقبل. وبصفة عامة ينصح الخبراء الآباء الذين يعاني أطفالهم من مشكلات في الكلام أو في تأخر النطق أن يلجئوا إلى الأطباء لمحاولة معرفة السبب, ويشير الخبراء إلى إنه في حالة عدم نطق الطفل البالغ من العمر عاما واحدا، أو إذا كانت كلماته غير واضحة بشكل كبير مقارنة بالفئة العمرية ذاتها فمن الواجب على الآباء طلب الاستشارة الطبية.