تعاني السيدات الحوامل أكثر من غيرهم من التهابات الجهاز التنفسي العلوي التي تحدث عند دخول فصل الشتاء وحدوث التقلبات المناخية ويتخوف هؤلاء السيدات من حدوث مضاعفات على الحمل قد تؤدى إلى حدوث إجهاض مبكر أو حتى ولادة مبكرة والبعض الآخر يتخوف من حدوث مشاكل في الجنين مثل التشوهات أو مضاعفات مستقبلية على المولود. وقد يضطر الكثير منهن لاستخدام علاجات مهدئة لنوبات الرشح أو حتى بعض المضادات الحيوية لتفادي مضاعفات عدوى الجهاز التنفسي الذي قد تتزايد أثناء الحمل نتيجة لضعف الجهاز المناعي, ومن المعروف انه لا يخلى بيت من أمراض الشتاء التنفسية فانه من المفترض اتخاذ جميع وسائل الحيطة والحذر والوقاية من تنقل العدوى بين أفراد المنزل و خصوصاً الحوامل. وتشعر العديد من الحوامل أيضا أنهن مصابات بالزكام طوال فترة الحمل, وفي الواقع، فان سيلان أو انسداد الأنف الذي لا تصاحبه أية أعراض أخرى للزكام من الحالات الشائعة خلال فترة الحمل والتي تعرف بالتهاب الأنف المرتبط بالحمل, فالهرمونات التي يفرزها الجسم أثناء الحمل قد تجعل بطانة الأنف والجيوب الأنفية تنتفخ أيضا، وبالتالي ستشعر الحامل أن المنطقة المحاذية لأنف وبين العينين مسدودة ومنتفخة, وهذا بدوره قد يزيد من الإفرازات المخاطية، مما يجعل الحامل تعاني من سيلان الأنف بشكل مستمر, ولكن عندما يولد الطفل عادة ما تختفي هذه الأعراض بسرعة، فهي مجرد جزء آخر من فترة الحمل ، وبصفة عامة يعتبر الزكام مرضا مزعجا بالنسبة لأغلب الناس , ولكنه عادة ليس مرضا خطرا كما أن أعراضه تزول باستخدام الأدوية. ولكن عندما تكون المريضة حامل، لن يكون في مقدورها تناول أدوية وعلاجات الزكام والسعال الشائعة لأنها قد تؤثر على صحة الجنين.وهذا يتطلب منها تحمل أعراض الزكام بدون علاج يريحها مما قد يجعلها تدوم لفترات أطول وتسوء, والسعال هو بلا شك من الأعراض التي يجب تلافيها قدر الإمكان أثناء فترة الحمل. فالسعال المستمر قد يكون مؤلما لا سيما وأن عضلات البطن تكون مشدودة من جراء انتفاخ البطن في فترة الحمل, وهذا قد يجعل بعض النساء الحوامل يحاولن أن يكتمن سعالهن, وبعد المعاناة من السعال لعدة أيام، من الأرجح أنها ستشعر بألم مستمر في عضلات البطن. وبالإضافة إلى ذلك، ستزداد الأعراض سوءا وستطول لأنها لا تتناول الأدوية اللازمة مما يعني ان الزكام الذي عادة ما تشفى منه بسهولة وبسرعة سيصبح مرضاً يسبب لها التعب والإرهاق لفترة أطول من قبل, وقد تشعر بالانزعاج أيضا من انسداد الأنف, فالأنف المسدود سيرغمها على التنفس بشكل غير طبيعي من خلال الفم وقد يرغمها على الاستيقاظ مرات متكررة خلال الليل. ونظرا الى حاجتها للراحة لكي تتمكن من مقاومة فيروس الزكام وللتغلب على الإحساس بالإرهاق المصاحب للحمل، فان الأرق خلال الليل قد يزيد من إحساسها بالتعب. ولكن ذلك لا يعني أنه يتوجب عليها أن تتحمل هذه الأعراض وأن تسمح للزكام أو الحساسية أن تشغلها عن فترة حملها, فهناك علاجات طبيعية قد تساعدها في تخفيف الأعراض وتُسَرع شفاؤها من الزكام وهي آمنة تماما للحوامل . ومن اجل معالجة الزكام أثناء الحمل ينصح بالإكثار من السوائل ، إذ ان الحمى والعطاس وسيلان ألأنف قد تؤدي إلى فقدان السوائل التي تحتاجها الأم والجنين، بالإضافة إلى ان تلك السوائل تساعد الجسم على مقاومة الزكام فهي تساعد على فتح ألأنف المصاب بالزكام أيضا ويفضل اختيار عصائر الحمضيات والماء أو الحساء الخفيف , بالاضافة الى ذلك يجب على الحامل الاستمرار في الأكل الجيد أما إذا كانت ليس لديها شهية جيدة أو لا تتحمل الوجبات الكبيرة فيمكنها تناول وجبات صغيرة متكررة طوال اليوم ومن الأفضل اختيار الأطعمة المفضلة لها، وتعد الفواكه الغنية بالفيتامينات والحساء من الخيارات الجيدة في حال الزكام .