المُحَصَّب : هو في مكة بطريق منى وهو منزل نزلَه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستحب للحاج النزول فيه بعد انصرافه من منى ، وقالت عائشة : إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل به لأنه كان أسمح لخروجه حين يخرج ، فمن شاء نزله ومن شاء تركه . وقال ابن جريج : وكنت أسمع الناس يقولون لعطاء : إنما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلتئذٍ المحصَّب ينتظر عائشة ، فيقول : لا ، ولكن إنما هو مُناخ للركبان فيقول : من شاء حصب ومن شاء لم يحصب . فعن ابن عثمان ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة العشاء ، ثمّ انصرف ، فأخذ بيد ابن مسعود رضي الله عنه فخرج به ، حتى أتى أبطح مكة ، فأجلسه ، ثمّ خط عليه خطاً ثم ّ قال له : " لا تبرح ، ويحك . فإنها ستنتهي إليك رجال ، فلا تكلمهم ، فإنهم لن يكلِّموك " ثم انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم أره ، فبينما أنا كذلك ، فإذا أنا برجال كأنهم الزّط : شعورهم ، وأجسامهم ، لا أرى عورة ، ولا أرى بَشْراً ، فجعلوا ينتهون إلى الخطّ ، فلا يجوزونه ، ثمّ يصدرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا كان من آخر الليل جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في خطيّ فقال : " لقد آذاني هؤلاء منذ الليلة " . ثم دخل عليّ في الخط ، فتوسد فخذي ثم رقد صلى الله عليه وسلم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نام نفخ فذكر حديثاً فيه طول . صفحة "Salwa A. Kaifi"