دُهش ديجول من سرعة بديهة، ورجاحة عقل الملك فيصل فقال: يا جلالة الملك يقول اليهود إن فلسطين وطنهم الأصلي وجدّهم الأعلى إسرائيل ولد هناك، فأجاب الملك فيصل: فخامة الرئيس أنا معجب بك لأنك متدين مؤمن بدينك، وأنت بلا شك تقرأ الكتاب المقدس، أما قرأت أن اليهود جاءوا غزاة فحرقوا المدن وقتلوا الرجال والنساء والأطفال..؟ فكيف تقول أن فلسطين بلدهم، وهي للكنعانيين العرب، واليهود هم المستعمرون الغرباء عن هذه الأرض، وأنت تريد أن تعيد مرة أخرى كرة الاحتلال الذي طبقه اليهود منذ أربعة آلاف سنة، فلماذا لا تعيد استعمار رومالفرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط ؟ أنصلح خريطة العالم كله لمصلحة اليهود فقط، ولا نغيرها لمصلحة روما ؟ ونحن العرب أمضينا مائتي عام في جنوبفرنسا، في حين لم يمكث اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة ثم نفوا بعدها، وهنا قال ديجول: ولكنهم يقولون إن أباهم ولد فيها !، أجاب الفيصل: غريب ! عندك الآن مائة وخمسون سفارة في باريس، وأكثر السفراء يولد لهم أطفال فيها، فلو صار هؤلاء الأطفال رؤساء دول وجاءوا يطالبونك بحق الولادة في باريس ! فمسكينة باريس ! لا أدري لمن ستكون ! عندها سكت ديجول، وضرب الجرس مستدعياً (بومبيدو)، وكان جالساً مع الأمير سلطان، ورشاد فرعون في الخارج، وقال ديجول: الآن فهمت القضية الفلسطينية، أوقفوا السلاح المصدر لإسرائيل، وكانت الدولة العبرية حينها تحارب بأسلحة فرنسية وليست أمريكية الصنع. صفحة "royal_story"