أولت المملكة العربية السعودية اهتمامها كبيرا بالقطاع الزراعي والثروة الحيوانية تقديرا منها للدور الحيوي الذي يضطلع به هذا القطاع في التنمية الاقتصادية المستدامة وتحقيق هدف الأمن الغذائي للمملكة. ونتيجة لهذا الاهتمام بلغ إجمالي الناتج المحلي الزراعي خلال عام 2007م حوالي 40.1 مليار ريال لتصبح مساهمته في القطاع غير النفطي بنسبة 6.4 في المائة وفي الناتج المحلي الاجمالي للمملكة نحو 2.8 في المائة فيما بلغ نصيب قطاع الزراعة وصيد الأسماك من الإئتمان المصرفي الممنوح للأنشطة الاقتصادية في المملكة عام 2006م حوالي 7.4 مليار ريال وهو ما يمثل 1.6 من إجمالي الائتمان الممنوح لجميع الأنشطة الاقتصادية. وأرجعت التقارير والإحصاءات الصادرة عن وزارة الزراعة التطور الذى حققته المملكة العربية السعودية فى مجال الزراعة إلى السياسة الحكيمة التى نهجتها وتنتهجها الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود / حفظه الله / التى اعتمدت فى أساسها على تشجيع المزارعين ودعمهم وتقديم الحوافز لهم ممثلة فى القروض الميسرة بدون فوائد والاراضي الزراعية المجانية وشراء بعض المحاصيل منهم بأسعار تشجيعية. وبالرغم من قلة المياه فى المملكة العربية السعودية وصحرائها الشاسعة التي عدها بعض الخبراء غير صالحة للزراعة إلا أن عزم المملكة على خوض تجربة تنموية زراعية فريدة من نوعها أوصلها إلى ما هي عليه الآن من نهضة زراعية كبيرة. وأجمع المراقبون الاقتصاديون والمنظمات الزراعية على أن تجربة المملكة العربية السعودية فى المجال الزراعي فريدة من نوعها خاضتها بكل طموح محققة بذلك نجاحا تجاوز الهدف المنشود وتخطاه إلى مرحلة التصدير للخارج للعديد من المحاصيل والمنتجات الزراعية والحيوانية. وأبرزت التقارير والإحصاءات العديد من المحاصيل الزراعية التي حققت فيها المملكة العربية السعودية نتائج متميزة وفى ظل التوجهات الحالية والمستقبلية لاستراتيجية التنمية الزراعية الهادفة إلى تحقيق التوازن بين الأمن المائي والأمن الغذائي بما يكفل تحقيق الزراعة المستدامة وتنويع القاعدة الإنتاجية فقد حدثت تغيرات هيكلية في التركيبة المحصولية والغذائية للقطاع الزراعي خلال الفترة الماضية من العام 1994 إلى 2006 م إذ تراجع انتاج الحبوب من 86 ر 4 ملايين طن إلى نحو 3 ملايين طن فى مقابل زيادة انتاج الخضراوات والفواكه. وبلغ إجمالى المساحة المزروعة بالحبوب خلال عام 2006م / 602653/ هكتارا . وأجملت الاحصاءات المساحة المستقلة لانتاج الحبوب والأعلاف حتى نهاية عام 2006م بنحو 740 ألف هكتار فيما بلغت المساحة المخصصة لانتاج الخضراوات للعام نفسه نحو 111 ألف هكتار أنتجت ما يقارب مليونين وستمائة وسبعة عشر ألف طن من الخضراوات الطازجة أهمها الطماطم الذي بلغ إنتاجه فى ذلك العام 480 ألف طن والبطاطس 469 ألف طن والشمام 216 ألف طن والبطيخ 385 ألف طن والخيار 242 الف طن . وتجاوز إجمالى إنتاج المملكة العربية السعودية من الفاكهة عام 2006م المليون وخمسمائة وخمسين ألف طن على مساحة بلغت نحو 224 ألف هكتار فيما بلغ إنتاج التمور 977 ألف طن على مساحة تقدر ب 153 ألف هكتار من خلال أكثر من 18 مليون نخلة منتجة . وأظهرت الإحصاءات ما حققته المملكة فى قطاع الإنتاج الحيواني مشيرة إلى أن هناك فائضا كبيرا في إنتاج الدواجن والبيض ووصل الإنتاج المحلي للدجاج اللاحم إلى 515 مليون فروج عام 2006 م فيما بلغ إنتاج بيض المائدة في العام ذاته 3161 مليون بيضة وبلغت أعداد صوص الدجاج اللاحم نحو 522 مليون صوص فيما بلغ صوص الدجاج البياض 21 مليون صوص لنفس العام 2006 . وارتفعت أعداد الثروة الحيوانية فى المملكة لتصل عام 2006 إلى 19 مليون رأس منها ثلاثمائة وإثنين وثمانين ألف رأس من الأبقار وستة عشر مليونا وسبعمائة وتسعة وثمانين ألف رأس من الأغنام والماعز وثمانمائة وتسعة وسبعين الفا من الإبل. وأحصت التقارير إنتاج المملكة من الألبان بأكثر من مليون وثلاثمائة وثمانين ألف طن فيما وصل إنتاجها من اللحوم إلى 780 ألف طن منها مائة وسبعون ألف طن من اللحوم الحمراء و535 ألف طن من لحوم الدواجن وخمسة وسبعون ألف طن من الأسماك . وارتفع عدد العاملين في مهنة صيد الأسماك إلى نحو ثمانية وعشرين الف وستمائة شخص أما عدد مراكب صيد الأسماك فبلغت نحو 12 ألف وخمسمائة مركب .