أكد خبراء وباحثون في العمل الخيري بأن العمل التطوعي يُعد ركيزة أساسية في بناء المجتمعات الحديثة ونشر التماسك الاجتماعي بين أفراد المجتمع، مشيرين إلى أن العمل التطوعي ممارسة إنسانية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل البناء. وأشاد المختصون من خلال العديد من الدراسات العلمية التي تم تنفيذها حول واقع العمل التطوعي في المجتمعات الخليجية بتفاعل هذه المجتمعات مع المبادرات التطوعية الرائدة، مؤكدين بأن المجتمع الخليجي بوجه عام والسعودي بوجه خاص يشهد ازدهاراً ناصعاً للعمل التطوعي بمختلف ألوانه. وأبانت الدراسات العلمية الميدانية بأن المملكة العربية السعودية تأتي في طليعة الدول الرائدة للعمل التطوعي حيث سطر واقعه بها سجلاً ناصعاً بأعمال الخير والإغاثة كافة مناطق المملكة بل وتتعدى حدودها إلى أماكن متعددة من أنحاء العالم، برعاية واهتمام من القيادة السعودية الرشيدة ومشاركة واعية من جهات وأفراد المجتمع، الأمر الذي يؤكد على أهمية المنتديات والملتقيات العلمية التي تسلط الضوء على العمل الخيري والتطوعي ومسيرته. وامتداداً لهذا الاهتمام أبدى الكثير من رواد العمل الخيري والتطوعي بالمملكة عن سعادتهم بتنظيم المنتدى العالمي للعمل التطوعي والذي يقام برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير وذلك يوم الاثنين الخامس من يناير المقبل 9 محرم/1430 ه ولمدة ثلاثة أيام بفندق انتركونتينينتال السودة بمشاركة وحضور خبراء ورواد العمل الخيري بالمملكة ودول الخليج إضافة للدول العربية. وبهذه المناسبة أعرب الدكتور إيهاب بن حسن أبوركبة الأمين العام للمنتدى عن سعادته للاهتمام الذي يوليه سمو الأمير لهذا المنتدى، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد نجاح المنتدى بمشيئة الله في تحقيق أهدافه الساعية لنشر الوعي بثقافة العمل التطوعي في المجتمع إلى جانب مساندة الحكومة والمؤسسات الاجتماعية في سد فجوة الخدمات المقدمة للمجتمع ودعم ولاء الأفراد وانتمائهم لأوطانهم. وبيّن د. أبوركبة بأن المنتدى سيبحث العديد من المشاكل التي تعاني منها بعض المنظمات الخيرية لاسيما عدم وجود إستراتيجية واضحة محددة الأهداف للبعض منها، مشيراً بأن المنتدى سيبحث طرق تحديد الأهداف بشكل واضح والبرامج اللازمة لتنفيذها على ضوء الموارد الحالية والمتوقعة. وأضاف بأن المنتدى سيطرح محور تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في مجالات توفير الخدمات للعمل التطوعي إلى جانب تنفيذ المشروعات التنموية سواء الإنتاجية أو الخدمية مع توفير التوعية الإعلامية والتسويق المناسب لها. وأشار د. أبوركبة إلى أن محاور المنتدى ستتناول العمل بالأساليب الإدارية والتقنية الحديثة في تسيير الأنشطة التطوعية وتوفير الكوادر البشرية ذات الخبرة في أداء أنشطته، مبيناً بأن محاور المنتدى تتناول العديد من الموضوعات الهامة التي تحتاجها جميع القطاعات التطوعية والخيرية، مبيناً بأن المنتدى يسعى لأن يقوم العمل التطوعي بدوره المنوط به عبر تطوير مؤسسات العمل التطوعي وتحويلها من أساليب العمل التقليدية إلى عمل احترافي منظم إلى جانب تطوير ثقافة التطوع في المجتمعات. واستطرد الأمين العام للمنتدى بأن أوراق العمل التي سيتم استعراضها في المنتدى تسعى لفتح أفاق جديدة في مجال العمل التطوعي ومفاهيم العمل التطوعي ومناقشة التحديات التي تواجه العمل التطوعي وتقديم آليات احترافية لإدارة العمل التطوعي من خلال مهارات التخطيط والإدارة والتسويق والتأهيل، مشيراً إلى أن المشاركين سيستفيدون من خلال استعراض التجارب العربية والدولية المتميزة في العمل التطوعي. وأضاف د. أبوركبة بأن المنتدى يتناول الآثار السلوكية والروحية والنفسية والاجتماعية والعالمية للعمل التطوعي إلى جانب أساليب تميز العمل التطوعي، مشيراً إلى المنتدى أن ينفرد بمشاركة أشهر الخبراء والمتخصصين من أمريكا وأوروبا بهدف تبادل الخبرات واكتساب المهارات لتحقيق مستوى عالي من الجودة والكفاءة في مجال الأعمال التطوعية. يُشار إلى أن المنتدى العالمي للعمل التطوعي والذي تنظمه أمارة منطقة عسير برعاية مؤسسة الملك خالد الخيرية يسعى لأن يكون مرجعاً ومصدراَ للعاملين بالقطاع التطوعي بما يساهم في تطوير أداء العمل التطوعي وتفعيل خدماته المتنوعة التي يقدمها لجميع شرائح المجتمع.