يعتبر البيض من أكثر الأغذية الملائمة للإنسان في جميع أعماره، حيث يمده ببروتين يتميز بارتفاع قيمته الغذائية، فهو يحتوي علي كل الأحماض الأمينية الأساسية، كما يحتوي أيضا على كل الأحماض الدهنية الأساسية وكل الفيتامينات عدا فيتامين (ج) بالإضافة إلى 13 عنصرا معدنيا. ولكن كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من جامعة ويسترن اونتاريو بكندا، عن معلومات جديدة وخطيرة بشأن الصفار الذى يحتويه البيض، أحد أهم مصادر البروتينات التي يتناولها الناس في مختلف دول العالم بشكل يومي. فقد أشار الباحثون إلى أن صفار البيض يعادل تقريباً نفس خطورة تدخين السجائر في رفع فرص الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض الشرايين التاجية، وأنه يحفز ويسرع من ظهور تلك الأمراض، وأضافوا أن المسح الشامل لما يزيد عن 1200 شخص، يبلغ متوسط أعمارهم 61 عاما، أثبت أن تناول صفار البيض بشكل يومي منتظم يعادل تقريباً ثلثي خطورة التدخين في تكوين طبقة من اللويحات أو البلاك الخطيرة على الشرايين، مما يؤدي إلى ضيقها وتصلبها، بما يعوق سريان الدم وتدفقه ويرفع من فرص الإصابة بالسكتة الدماغية والأزمات القلبية. كما لفت الباحثون إلى أن نسبة الكولسترول العالية التى يحتوي عليها البيض هي المسئولة عن تلك الخطورة، وخصوصاً أنها تساهم في تكوين طبقة البلاك وتراكمها على الجدران الداخلية للشرايين، وأن ذوبان تلك الطبقة وتمزقها فجأة هي السبب الرئيسي في الإصابة بالأزمات القلبية والسكتة الدماغية. ولكن بالرغم من ذلك لابد من التأكيد على الفوائد العديدة التي يحملها البيض، حيث أجمع علماء التغذية على أن تناول بيض الدجاج بشكل منتظم يعمل على الحفاظ علي وزن جسم الإنسان ثابتاً وذلك لانخفاض سعراته الحرارية واحتوائه على بروتين عالي القيمة الغذائية، حيث إنه مع المجهود العضلي لوحظ أن الفقد في البروتين العضلي يقل بينما يزداد الفقد في دهون الجسم. كما يساعد على تقوية العظام فهو يحتوي على الكالسيوم والفيتامين "د"، وينمي دماغ الطفل لأنه غني بالفسفور، ويخفف من خطر إعتام عدسة العين، ويعزز أيضاً صحة الشعر والأظافر لغناه بالكبريت ومجموعة واسعة من الفيتامينات والمعادن، وقد أكدت بعض الدراسات على أنه يمنع حدوث سرطان الثدي. كما يحافظ بروتين البيض على مستويات سكر الدم منتظما، كما تظل مستويات الجلسريدات الثلاثية والكلسترول في وضع آمن على حياة الإنسان، بل وتحتوي البيضة أيضاً على مركبات فوسفوليبيدية مرتبطة مع فيتامين ب12 (من مجموعة فيتامينات ب المركب) والتي تحفز نمو الأطفال ناقصي النمو (المبتسرين)، كما أن لتلك المركبات دوراً هاماً في تحسين الذاكرة وزيادة القدرة الذهنية لمرضى الزهايمر (خرف الشيخوخة). ويعمل أيضاً بياض البيضة على حماية الأغشية المخاطية للمعدة والأمعاء ويمنع تكوين القرح، كما أنه يعتبر علاجا طبيعيا للحموضة والإسهال والجفاف وتقليل الالتهابات.