تعددت المهرجانات السينمائية في العالم ولكن ليست جميعها محط أنظار صناع السينما، ومن المهرجانات الهامة التي ينتظرها الكثيرون مهرجان لندن السينمائي الذي ينطلق في العاشر من أكتوبر القادم ويستمر حتى الحادي والعشرين من نفس الشهر . احتفال ويحتفل هذا العام بمرور 56 عاماً على مولده حيث تأسس المهرجان على أيدي مجموعة من عشاق السينما عام 1956 وكان يعرض أهم الأفلام التي عرضت في مهرجانات السينما في العالم خلال العام والتي فازت بجوائزها، وكان بذلك يوفر لجمهوره الفرصة لمشاهدة خلاصة ما عرض في المهرجانات السينمائية الدولية، ومن ناحية أخرى كان يتيح الفرصة أمام الموزعين البريطانيين لشراء وتوزيع أفلام من مختلف دول العالم . والهدف الأساسي من المهرجان ليس الترويج للأفلام الجديدة التي تنتج هنا وهناك، ولا الاحتفاء بصانعيها عن طريق منحهم جوائز، بل إشراك أكبر عدد من الجمهور في تذوق الأعمال السينمائية الجديدة والتعرف على أحدث الإنجازات في عالم السينما الفنية، ويعد المهرجان أحد مهرجانات الصفوة أو النخبة من محبي السينما الفنية . افتتاح ووقع اختيار إدارة المهرجان على فيلم الرسوم المتحركة "Frankenweenie" للمخرج الكبير تيم بورتون، ليكون فيلم افتتاح الدورة الحالية وتخطط شركة ديزني المنتجة للفيلم طرحه بعدها بسبعة أيام في أنحاء المملكة المتحدة كلها، ويعد هذا العرض هو العرض العالمي الأول للفيلم، الذي يقوم ببطولته وينونا رايدر، كاثرين أوهارا، مارتن شورت، كونشاتا فيريل ومارتن لاندو، وتدور أحداث الفيلم حول صبي يُدعى "فيكتور"، يفقد كلبه، والذي يعتبره أقرب أصدقائه، فيحاول تسخير كل معرفته العلمية، من أجل إعادته للحياة من جديد، وينجح بالفعل فيما يُشبه إعادة صنعه، ولكن بطباعٍ مُختلفة عما اعتاد عليها والفيلم هو إعادة معالجة للفيلم القصير الذي يحمل نفس الاسم، والذي قدمه بورتون في بداية مسيرته الفنية، وسوف يتم طرحه في 5 أكتوبر المقبل بالولايات المتحدةالأمريكية بتقنية ال3D. والمنتظر أن يحضر إلى المهرجان المخرج تيم بورتون برفقة عدد من نجوم فيلمه، والمنتجة أليسون أباتي والمنتج المنفذ دون هان، وكان فيلم "360 " فيلم الافتتاح في الدورة الماضية للمخرج البرازيلي فريناندو ميريليس وقام ببطولته كل من جودي لو وراتشيل وايز إلى جانب الممثل الشهير السير انتوني هوبكنز . تطوير وقد تطور مهرجان لندن خلال العقود الثلاثة الماضية حيث أصبح أكثر انفتاحا على السينما الأمريكية وعلى استقدام نجومها وعرض أفلامها الجديدة عروضاً عالمية أولى، والهدف بالطبع اجتذاب أعداد كبيرة من الجمهور، وتحويل المهرجان من مهرجان للنخبة إلى مهرجان جماهيري يتردد على عروضه سنوياً عشرات الآلاف من المشاهدين . وقد حصد فيلم "نحن بحاجة للحديث عن كيفين" للمخرجة البريطانية لين رامزي، الذي يتحدث عن صراع نفسي لأم ارتكب ابنها المراهق مجزرة مروعة بين عقدة الذنب والبحث في أسباب وتبعات الجريمة، جائزة أفضل فيلم في آخر دورات مهرجان لندن السينمائي.