تسعى المملكة إلى دعم و رعاية وتطوير البحث العلمي وتوطين التقنية من أجل بناء قاعدة علمية في مجال توليد الطاقة وتطوير الكفاءات العلمية في هذا المجال ، وشجعت استخدام الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح منذ فترة طويلة قياسا على إنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والطاقة المتجددة، وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وتركيز جهود البحث العلمي في هذا الاتجاه، إلى جانب توفير الاستثمارات اللازمة لدعم المزيد من البحوث ، لتمثل رافدا للتوجه العالمي لايجاد مصادر جديدة للطاقة . كما تسعى إلى مضاعفة معدل التحسن في كفاءة استخدام الطاقة، فأنشأت المركز السعودي لكفاءة الطاقة الذي يعمل على تطوير برامج كفاءة استخدام الطاقة ودراسة سبل تطبيقها، كما تستثمر المملكة الكثير من الجهد للحفاظ على الطاقة والتقليل من الآثار البيئية الناتجة عن استخدامها، بالإضافة إلى السعي لمضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي بحلول عام 2030م وفقا لمبادرة الأممالمتحدة. كما قامت المملكة بتشكيل اللجنة الوطنية لآلية التنمية النظيفة ، لتشجيع الاستثمار في تجارة الانبعاثات في السعودية ، ووافقت هذه اللجنة على عدة مشاريع يتصدرها مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتجميع الغاز سواءً من المنشآت الصناعية أو المرادم ، وحازت هذه اللجنة على جائزة عالمية في مجال التوعية من قبل سكرتارية اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية للتغير المناخي لدورها في نشر التوعية عن التنمية النظيفة في المملكة. واسفرت جهود المملكة في هذا المجال عن العديد من الابتكارات التي تعتمد على الطاقة المتحددة وخاصة الطاقة الشمسية حيث صمم طلاب سعوديون نموذجا لمفاعل حيوي لإنتاج المضادات الحيوية من البكتيريا لمحاربتها باستخدام الطاقة الشمسية، من خلال برنامج العلوم والتكنولوجيا المتطورة الذي تنظمه جامعة طيبة تحت رعاية مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع. وجاء هذا التصميم عقب بحوث متعددة في الطاقة الشمسية في أحد معامل الجامعة أظهرت إمكانية الاستفادة من الطاقة الشمسية في المدينةالمنورة بصفة خاصة وفي جميع نواحي المملكة في محاربة البكتيريا باستخدام الطاقة الشمسية. وتعمل وحدة الطاقات المتجددة على تطبيقات مختلفة للاستفادة من الطاقة الشمسية وبالأخص البحث المتمثل في تصنيع الخلايا الشمسية محليا. وأظهرت التجارب أن الخلايا المنتجة من طرف الطلاب لها كفاءة مقبولة مقارنة بالكفاءات للخلايا الشمسية المصنعة في المختبرات العالمية، وهو ما يؤكد أهمية البحث الذي قام به موهوبي جامعة طيبة، وأن الهدف الرئيسي من هذه التجارب هو نشر الوعي الثقافي بين أبناء المدينة لحثهم على العمل في مجال الطاقات المتجددة. وهذا المسار الذي يبحث موضوع الطاقات المتجددة مهم على المستويين المحلي والعالمي وله آثاره على المجتمعات وله تبعات اقتصادية واجتماعية ونفسية وبيئية لا يمكن إهمالها، فالبحث في مجال الطاقات المتجددة وبالأخص الطاقة الشمسية يهدف إلى الوصول إلى استثمارات كبيرة في هذا المجال، علما بأن الطاقات المتجددة هي طاقة المستقبل وكل سياسات العالم متوجهة حاليا نحو الاستثمار في هذا المجال.. وكل المؤشرات والقياسات تدل على أن المملكة يمكن أن تكون الرائدة في إنتاج الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية التي تستعمل لوحات شمسية يمكن تصنيعها محليا. والجدير بالذكر أن المملكة أنشأت العديد من المحطات ذات طاقة إنتاجية منخفضة للطاقة الشمسية ، وتخطط لاستقطاب استثمارات بقيمة 109 مليارات دولار في المستقبل لإيجاد قطاع توليد الطاقة الشمسية ليساهم في إنتاج ثلث حاجة البلاد من الكهرباء، أي ما يعادل 41 ميجاواط بحلول العام 2032.