امتلكت الصين تكنولوجيا فضائية هائلة في الفترة الأخيرة، حيث أعلنت أنها ستتمكن من تدريب رواد فضاء أجانب من خلال التكنولوجيا الفضائية التي تمتلكها وسترسلهم إلى الفضاء على متن مركبة الفضاء (شنتشو) في المستقبل، وذلك رغبة في التعاون وإجراء تبادلات مع الدول المختلفة حول العالم بشأن مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة والمنافع المتبادلة لدفع التنمية قدما في مجال الفضاء المأهول. وكانت الصين قد أعلنت مؤخرا عن نجاح عملية الالتحام الآلية بين المركبة الفضائية الصينية (شنتشو-9) ووحدة المختبر الفضائي (تيانقونغ-1) أو "القصر السماوى"، الذي كان يدور في الفضاء على بعد 400 كم تقريباً من سطح الأرض استعداداً لهذه العملية الأولى للالتحام، حيث يزن 8.5 طن في خطوة تاريخية للمشروع الفضائي الصيني. ونجحت الصين في إتمام أول التحام بالتحكم اليدوي بين مركبة فضاء ومعمل مداري في الفضاء يوم الأحد الماضي الموافق 24 يونيو لتقترب خطوة من خطتها الطموحة لبناء محطة فضائية. وابتعدت المركبة شنتشو 9 وأفراد طاقمها الثلاثة ومن بينهم أول رائدة فضاء صينية لمسافة تصل إلى 400 متر عن المعمل تيانجونغ 1 ثم انفصلت عنه لمدة دقيقتين قبل أن يلتحما مرة أخرى من خلال التحكم اليدوي من جانب الرواد. وتجارب الالتحام بين مركبتين من العقبات المهمة لجهود الصين لاكتساب مهارات تكنولوجية وفي مجال الإمداد لإدارة معمل في الفضاء يمكن أن يؤوي رواد فضاء لفترات طويلة. وسبق أن التحمت شنتشو 9 مع تيانجونغ بشكل أوتوماتيكي في 18 يونيو بعد يوم من انطلاقها من مركز جيوتشوان لإطلاق الأقمار الصناعية في منطقة منغوليا الداخلية بشمال غرب الصين والالتحام، اليدوي ينطوي على تحد أكبر من التحكم الأوتوماتيكي من حيث التحكم في المدار وسوف يعود رواد الفضاء الصينيين إلى الأرض في غضون أيام قليلة عقب انتهاء مهامهم الرئيسية، وتم اتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان عودتهم بسلام إلى كوكب الأرض. ومن المقرر أن يمكث رواد الفضاء الصينيين في الكبسولة الفضائية (تيانقونغ) لمدة 3 أو 4 أيام إضافية وسيجرون بعد ذلك مناورة يدوية لفصل المركبة الفضائية (شنتشو- 9) عن المختبر الفضائي (تيانقونج-1) وإنهاء رحلتهم الفضائية.. ومن المتوقع أن التكنولوجيا الفضائية الصينية ستصبح أكثر نضجاً مع تطور تكنولوجيا الفضاء المأهول.. حيث إن الصين نجحت في عدد محدود من البعثات الفضائية وستواصل إجراء اختبارات تكنولوجيا الفضاء المأهول، وذلك وفقاً لخطة برنامج الفضاء الصيني. ومع نجاح الصين في عمليات الالتحام الفضائي المأهول تصبح الصين ثالث دولة في العالم بعد الولاياتالمتحدة وروسيا تحصل على المهارات اللازمة للأنشطة الفضائية والالتحام في الفضاء، وباكتساب هذه المهارات، اكتسبت الصين ثقة بقدراتها في تنمية التكنولوجيا الفائقة.