يعد الربو واحدًا من أمراض الجهاز التنفسي، يحدث فيه نوبات متقطعة من ضيق النفس الشديد مصاحب له صوت تنفسي مسموع مع وجود فرط تحسس قصبي لمنبهات مختلفة ومتعددة ثم تزول الهجمة بشكل تلقائي أو بالمعالجة. ويعتبر مرض الربو من الأمراض الشائعة حيث يقدر عدد المصابين به بحوالي 150 مليون شخص في كافة أنحاء العالم، ويعاني منه مليون ونصف المليون داخل المملكة. وتزايد أعداد الإصابات بمرض الربو في المملكة يأتي كنتيجة لما تشهده هذه الأيام من تقلبات جوية مع الأخذ في الاعتبار أن الربو مرض غير معد وتسهل الوقاية منه، لكن خطورته تظهر عند إهمال العلاج ويعد مميتا في بعض الحالات. وتتعدد المسببات التى تؤدي الى حدوث مرض الربو، وتأتي في مقدمتها العوامل الوراثية، كذلك العوامل البيئية والخارجية المحيطة بالإنسان. وهذه العوامل تساعد على حدوث الربو ونوباته وتعتبر بمثابة مثيرات ومهيجات لأزمة للربو ومنها: الالتهابات وخاصة الالتهابات الفيروسية للجهاز التنفسي كالزكام فهي تتسبب في زيادة حساسية الشُعَب الهوائية لمثيرات الربو. أيضا تعد المواد المثيرة للحساسية مثل شعر وفرو الحيوانات كالقطط والأرانب ولعاب القطط وريش الطيور كالحمام والببغاء من مسببات المرض، بالإضافة إلى حبوب اللقاح أو غبار طلع الزهور والأشجار وغبار المنزل، وأيضاً التدخين حيث إن التعرض لدخان التبغ المنبعث من السجائر أو الشيشة سواء كان ذلك بطريق مباشر أو غير مباشر (التدخين السلبي) يؤدي إلى الإصابة بنوبة الربو، فضلاً عن الملوثات المنبعثة من السيارات والمصانع وتغيير الفصول المناخية. وتعد صعوبة التنفس أو كما يطلق عليها كتمة النفس والسعال في فترة الليل أثناء النوم أو في الصباح الباكر عند الاستيقاظ من أعراض مرض الربو كذلك ضيق بالصدر أو صفير بالصدر. والوقاية من المرض هى الحل الأمثل لتجنب حدوثه، لأنه يمكن علاجه ولكن لا يتم الشفاء منه نهائيا ويتم ذلك من خلال الابتعاد عن المسببات والمثيرات للحساسية واستعمال العلاج المناسب، لذلك يجب الامتناع عن اقتناء الحيوانات الأليفة ذوات الشعر والوبر كالقطط والطيور بالمنزل كما يجب أيضا الابتعاد عن حبوب اللقاح وذلك بإبقاء النوافذ مغلقة والبقاء في الأماكن المغلقة وتشغيل هواء المكيف مع تغيير فلتر المكيف بانتظام بالإضافة إلى عدم التعرض للروائح القوية ومعطرات الجو ودخان السيارات والمصانع والغبار كلما أمكن والامتناع عن التدخين بكافة انواعه. ويستخدم في علاج مرض الربو الأدوية المضادة للالتهاب لتقليل الالتهابات الحاصلة في الشعب الهوائية وتجعلها أقل حساسية لمثيرات الربو فتتحسن الأعراض تدريجيا بالإضافة إلى أنها تمنع حدوث النوبات أو تقليلها وتسمى بالأدوية الواقية. كذلك يتم استعمال الأدوية الموسعة للشعب الهوائية فتساعد على اختفاء الأعراض ولها تأثير مريح فوري وسريع في إيقاف نوبات الربو ولذلك تستخدم في الأزمات وعند الحاجة فقط, وتسمى بالأدوية المخففة وتستعمل عادة عن طريق البخاخ أو الرذاذ أو الاستنشاق.