تعاني المملكة حالياً من قلة الأماكن المخصصة لترفيه الأطفال خلال فترة الإجازة الصيفية، الأمر الذي يدفع الأسر للسفر للخارج بحثاً عن هذه الأماكن، والتي تفتقر لوسائل السلامة والمنهجية العلمية وهي تدار بشكل عشوائي وبجهود فردية وبمبالغ مالية عالية. أكد وكيل أمانة منطقة الرياض للخدمات الدكتور إبراهيم الدجين، أن الصيف هذا العام سيكون مختلفا، فقد عقد اجتماع برئاسة أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبدالعزيز، وعضوية الرئاسة العامة لرعاية الشباب والإمارة وهيئة السياحة والغرفة التجارية وجامعة الملك سعود وجامعة اليمامة ووزارة الثقافة والإعلام والأمانة، لتنفيذ برامج كبيرة ومتنوعة، وكذلك الأمانة تقدّم برامج خلال الفترة المسائية من الساعة الخامسة وحتى العاشرة في الساحات البلدية والحدائق، وكذلك وزارة التربية والتعليم لديها برامج، وجاري العمل على وضع إستراتيجية موحدة ورؤية مستقبلية لذلك. وأشار إلى افتقار بعض المدارس التي تُقام من خلالها المراكز الصيفية للتجهيزات الأساسية، مما لا يغير من نظرة الأطفال للمدرسة، ويرى أنه من الضروري أن يدرك الطفل أن المدرسة التي يدرس ويتعلم بها، تعد أيضا نسيج المجتمع وعنصر ترفية للمجتمع، وذلك عبر تطوير الأنشطة المقدمة والبرامج التي تعد. وأكد الدجين على أهمية أن يكون هذا العمل خاضعا لبرنامج منظم ومنسق، معتقدا أن هناك توجها لإيجاد كيان مستقل لترفيه الطفل، كما يوجه توجه لاستغلال المساجد في توعية الأطفال، داعيا رجال الأعمال والشركات للمساهمة في المسئولية الاجتماعية. وحول فكرة مراكز ضيافة الأطفال، أشار مدير عام النشاط الطلابي بوزارة التربية والتعليم مرعي القحطاني، إلى أن هناك مراكز وأندية صيفية خاصة تستقطب الأطفال، وتقدم لهم برامج خاصة مثل سباق الدراجات الهوائية وألعاب الصابون وغيرها، وذلك من خلال بعض المدارس داخل الأحياء، ولكن السؤال هذه المراكز هي الطموح؟.. طبعاً لا، مشيرا إلى أن وزارة التربية والتعليم فتحت 711 مركزا صيفيا، ورغم أنها تؤدي الغرض نوعا ما إلا أنها لا تزال تفتقد إلى التخصصات. وأكد القحطاني أن وزارة التربية والتعليم تعمل من خلال وضع السياسيات والإستراتيجيات، منوها إلى مدينة حائل التي ستكون البداية ضمن مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، بحيث يكون ترفيه الطفل من خلالها على مدار العام، وليس فقط خلال فترة الصيف. وحول الدعم الذي يقدم للارتقاء بمستوى الترفيه للأطفال، أكد صالح العريض، المتخصص في شؤون الأطفال ومعد برامج أطفال، أن الدولة تقوم بدعم المدارس، حيث تم تدشين أرقى المدارس، أما الأندية فليس لها دعم، موضحا أنه لو كل صاحب فكرة تم دعمه وفتحت له الأندية لتم القضاء على جزء كبير من هذه المشكلة. فيما انتقد الباحث في شؤون الطفل الدكتور مالك الأحمد، الوضع في مراكز ضيافة الأطفال، حيث تقع أخطاء كبيرة بها، من الخلط بالفئات العمرية، بين ابتدائي ومتوسط وثانوي، فضلاً عن أنها غير ملائمة، ولا يتوفر بها الإسعافات الأولية والرعاية اللازمة، كما أنه من الضروري أن يكون المشرفون على هذه المراكز مدربين، فهناك مشروع تنفذه 11 دولة من ضمنها الإمارات والكويت، يعلم الطفل 75 برنامجا ومهنة. فالقضية في النهاية ليست توفير مدارس واستغلالها في ترفيه الأطفال، بل هي تتمثل في هل هذه المدارس مناسبة، وهل المكان مجهز، فالأمر يحتاج إلى صالات مغلقة ومكيفة نظراً لحرارة الأجواء.