سأبدأ مقالي بحديث يوضح مكانة المعلم العظيمة التي لا تضاهيها أي مهنة اخرى ! عَنْ أَبِي إمامة الْبَاهِلِيِّ قَالَ : " ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالْآخَرُ عَالِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ . " رواه الترمذي وصححه الألباني..ولكن هل ينطبق هذا الحديث وهذا الاجر العظيم على بعض معلمي هذا العهد ممن لوثوا شرف هذه المهنة ! هل بعض هؤلاء المعلمين الان يستحقون الاحترام ؟ وهل بعض المدارس اصبحت امنه لوضع اطفالنا بها ؟ وهل بعض المعلمات يمثلون امهات لأبنائنا في المدارس ؟ وهل بعض المعلمين يمثلون اباء لأبنائنا في المدارس ؟ انا هنا اتكلم عن القلة وقلة القلة فقط وليس عن الغالبية فهناك معلمون يستحقون منا كل فخر وكل تقدير . مواقع التواصل الاجتماعي اظهرت الكثير مما يمارس خلف جدران المدارس من انحطاط لفظي , وقلة امانة , وعدم نضج عقلي للبعض ! فالأمهات يحضرن بناتهن كل صباح لتلقي العلم ولكن للاسف يكون الامر ان بعض المعلمات تستمتع بهوايتها بوجود العديد من الطالبات في الفصل وبدلا من ان تستثمر الوقت المتاح 45 دقيقة في تنمية مهارة معينة او مناقشه امر ما او قراءة كتاب مارست هوايتها للتصوير ووضع تلك الصور في مواقع التواصل الاجتماعي والابداع في مقاطع الفيديو !! لو استثمرت تلك الهواية بشكل مفيد وصحي لكانت نموذجا جيدا . في الاونة الاخيرة رأينا الكثير من مقاطع الفيديو التي تم انتشارها في اليوتيوب والواتس اب وتداولها الكثير تحمل مقاطع لطلاب او طالبات يقوم المعلم بإهانتهم لفظيا او عقابهم جسديا او الاستهتار بقيمة الوقت بشيء لا يرقى للمستوى التعليمي , او بإهانة عائلاتهم وقبائلهم وازدرائها وكأنه رجل في شارع لم ينل نصيبه من التعليم ولم يستحق لقب معلم !! بعض الاهالي اتخذ ردة فعل حيال الامر ربما تكون ردة الفعل مبالغ بها ولكن ليس من حق احدهما ان يقوم بتصوير ابنتي او ابني ونشرها دون موافقتي. ولا اعلم ما هي اجراءات وزارة التربية والتعليم حيال الامر , ولا اعلم اين الهيئة الادارية في المدارس , اين الجولات الرقابية , كيف يمكن لمعلمه او معلم احضار هاتفه الى المكان المخصص للدرس دون ادنى تنبيه , وكيف ممكن ان يقوم المعلم بإجراء مسرحية من الاستهتار وتصويرها دون خوف من احدهما ! ودون علم ادارة المدرسه بما يجري داخل الفصول ! اين مسؤولية من دخل مهنة التعليم تجاه الامانة التي في اعناقهم . هل تكون الاجراءات بعد ذلك بمصادرة الجوال حين الدخول الى المدرسه وأخذه في وقت خروجهم من المدارس! ام وضع كاميرات مراقبة داخل اروقة المدارس والفصول والساحات لمراقبة الوضع . للأسف ان التعليم انحدر بجميع المستويات فلا المدارس اصبحت منبراً للعلم وإلا المعلم اصبح نموذجا يقتدى به وهذا امر مخجل للأسف ونحتاج الى تدخل حاسم و ترميم ما تم انهياره من كافة الجوانب . دمتم بخير ,,,,