هز (سنودن) شاب المخابرات الأمريكية علاقات بلاده بالقيادات الأوروبية الحليفة بطريقة غير مسبوقة و لا مألوفة، فبات اعتقاله هدف أمريكا الأول حتى ضغطت على أوروبا لإجبار طائرة رئيس بوليفيا على الهبوط بالنمسا وتفتيشها علّه يكون مهرباً لسنودن القابع بمطار موسكو ينتظر وسيلة توصله فنزويلا الوحيدة التي منحته اللجوء. ليس هيناً أن يتقبل قادة الاتحاد الأوروبي أن حليفهم كان يتجسس على مكالماتهم واجتماعات هيئاتهم. و هذا يدلل أن الغربَ، المفتونين به، لا تجمعهم (قيمٌ و لا مبادئ) كما نتوهّم. بل (مصالح) فقط. و خلالها و بعدها فإن كلاً يخدم استراتيجيته و لو كانت التجسس على ألصق حلفائه باحترافية. يجدر توضيح هذه المسألة لعربِنا الذين يضعون في تعاملات حكوماتهم غرباً و شرقاً مساحةً للمجاملات يفهمها (الآخر) أنها ضعف، لأن اللغة الوحيدة التي يحترمها هي (المصالح) مهما تحالفتَ معه. Twitter@mmshibani