درج بين الناس وللأسف على اختلاف ألسنتهم وألوانهم عادة الكذب في الأول من نيسان وحمل هذا اليوم عدة مسميات مثل "كذبة إبريل" و"ضحية كذبة ابريل" و"يوم حمقى ابريل" و"مزحة نيسان" وإن تعددت التسميات مع تعدد أسبابها إلا أنها جميعا تتمحور حول إباحة الكذب والمزاح في ذلك اليوم... والعجيب الذي يثير السخرية وهو ما استوقفني في ذات الوقت أن من يهتم بهذا اليوم ويباشره غير بعيد لا عن الكذب ولا عن المزاح غير المحبوب طوال حياته... ما يجعلني أتساءل وهل حياتكم نقية بعيدة عن الكذب يملؤها الصدق حتى تهتموا بهذا اليوم وتميزوه بصفة الكذب!!! فأقول لهؤلاء الناس اتقوا الله في أنفسكم وفي الذين سوف تكذبون عليهم لأن كذبكم قد يوقع المصائب والشدائد ولا تدرون ما هي نتائجه قبل أن تكشفون حقيقة كذبكم، واتوجه بشكل خاص لأهل ملتي من المسلمين مذكرا لهم بالحديث المروي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) "سنن الترمذي". ولو كان ما يصدر عنكم مزاحا في ذلك اليوم، فقد قيل في المزاح ما روي عن بهز بن حكيم قال حدثني أبي عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له) "سنن أبي داود".