السُذّجُ فقط يصدقون أن الدول العظمى تتدخل لحماية الآخرين، مُتَناسين تدخلات أمريكا بأفغانستان والعراق، وتدخل الأطلسي في ليبيا، وإحجام الجميع عن وضع سوريا رغم عامين على مذابحها. والعقلاء من يدركون أن الكبار لا يتدخلون إلا لمصالحهم الذاتية وسيُضحون يوماً ما بمصالح النظام أو الوطن الذي دخلوه إن لم يَنْصع لرغباتهم. إنه استعمار جديد. يتخذ عناوين جديدة (محاربة الإرهاب - ضربات استباقية - إجابة طلب النظام - منع التشدد..إلخ). كلها وغيرها عناوين زائفة لحقيقة واحدة، هي أن الثروات التي يحتاجها الشرق والغرب موجودة بالعالم الثالث وهذه وسيلة استيلاء عليها وإنهاك دولها وإضعاف أنظمتها وزرع ثارات جديدة واقتتالٍ داخلي لا ينتهي أبداً، ليظل مستعمر الأمس فارس اليوم وسيد الغد. في هذا الإطار، لا سواه، نفهم دوافع تدخل فرنسا العسكري المفاجئ في مالي، لتضع أساساً أرضياً قوياً لوجودها وحلفاءِ الأطلسي في غرب أفريقيا حيث تكشفت ثروات نفط وغاز هائلة إضافةً لليورانيوم المجاور في النيجر. حقيقة واضحة. Twitter: @mmshibani