"برنامج الزواج الصحي" هو برنامج جديد طرح على الساحة السعودية مع تزايد نسبه الأمراض الوراثية في المجتمع، ودعت وزارة الصحة كافة الوزارات والمؤسسات الأخرى إلى الالتزام بمسؤولياتهم في التضامن مع "الصحة" لتنفيذ ذلك البرنامج باعتباره برنامجاً مجتمعياً. يذكر أن 60% من الأمراض الوراثية في المملكة ترجع إلى زواج الأقارب وتعد المملكة الأعلى في نسب زواج الأقارب على مستوى العالم، وبالتالي الأعلى في نسبة الأمراض الوراثية. ومن الأمراض الوراثية الأكثر شيوعاً في المملكة، أمراض الاستقلابية ومرض الصفار العائلي المتطور "pfic "، وهو ما يؤدي إلى الفشل الكبدي لدى الأطفال وأمراض عضيات الطاقة (مايتوكندريا ) إضافة لبعض الأمراض الأخرى التي تعتمد بشكل كبير على العوامل الوراثية مثل مرض السكري وأمراض السمنة. وقد أعرب العديد من رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن إعجابهم الشديد ببرنامج الزواج الصحي داعياً إلى إحياء فكرة فحص ما قبل الزواج حرصاً على وجود مجتمع خال من الأمراض الوراثية. في البداية شدّد الناشط محمد عيد على أهمية دور مأذوني الأنكحة في إنجاح برنامج الزواج الصحي مؤكداً أنهم الأكثر قدرة على التأثير والوصول للناس وتوعيتهم بأهداف البرنامج الذي يخدم المجتمع ويحافظ على صحة أبنائه. وأعرب " Abdelrahman Nazeh " عن إعجابه بالبرنامج وأهدافه التي تسعى للقضاء على الأمراض الوراثية بالمجتمع السعودي وقال: "من حق كل طفل أن يكون لديه والدان صحيحان، فمن حق كل وليد أن يولد صحيحاً بلا أمراض وراثية كالآخرين" . واعتبر الدكتور سلطان الخنيزان أن البرنامج يعكس سياسة وزارة الصحة الساعية لحماية جزء كبير من ميزانية القطاع الصحي التي تلتهمها الأمراض الوراثية من أجل الارتقاء بالخدمات الصحية بشكل عام، داعياً إلى إشراك مأذوني الأنكحة في تنفيذ البرنامج. وتحدث فواز الحصبان عن أهمية فحوصات ما قبل الزواج ودورها في القضاء على الأمراض الوراثية، وقال: "الوقاية من الإعاقة والإفصاح عن الأمراض الوراثية عند الفحص قبل الزواج موضوع مهم جداً سنتناوله مستقبلاً". وقال الدكتور جمال محمد الكعبي: "لهذا نقول دائماً فحص ما قبل الزواج مهم جداً للوقوف على مثل هذه الحالات". واتفقت معهما في الرأي أمل أحمد وحذرت من خطورة إقدام البعض على تزوير وثائق فحوصات ما قبل الزواج وقالت: "الناس اللي يدوروا على واسطة لتزوير نتايج فحص ما قبل الزواج ما هم فاهمين أنهم بيجنوا على أطفالهم، إرادة ربنا فوق كل شيء لكن ربنا جعل للوراثة قوانين".