أحب أن أخبركم بمعلومة مهمة تعلمتها من القرآن العظيم وسنة رسولنا الكريم وهي بإذن الله ستفيدكم إفادة كبيرة إن لم تكونوا تعلموها. ولكن أعود وأقول إن المعرفة وحدها لا تكفي فلابد أن نعمل بمعرفتنا وعلمنا حتى نستفيد ونحقق ما نصبو إليه. وهذه المعلومة متعلقة بالرزق. والرزق أنواع كما قال شيخنا المجدد الشعراوي. فالصحة مثلا رزق، والمال رزق، والجمال رزق. وكثير منا يجهدون منتهى الجهد لكي يحصلوا على رزق المال. فأريد أن أخبركم بطريقة نزيد بها الرزق عموما ورزق المال تحديدا. والطريقة هي طريقة الله الذي يعلم كل شيء وهي بالطبع لابد أن تقترن بالسعي في الحياة الدنيا فهذا شيء مفروغ منه لجلب الرزق وكما قيل السماء لا تمطر ذهبا. قال الله عز وجل (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) صدق الله العظيم. وهذه الطريقة تتكون من خمسة أقسام على حد علمي المتواضع وربما كانت هناك أقسام أخرى لا أعلمها. أول قسم في هذه الطريقة هو كثرة الاستغفار فهو علاج لجلب الرزق وطرد الفقر قال الله عز وجل (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) صدق الله العظيم. وقد قال لي صديق إنه كان يعمل وتم الاستغناء عنه من عمله وأصبح بلا عمل فاستخدم هذا السلاح لمدة شهر ففتح الله عليه ورزقه بوظيفة أفضل مما كان فيها.أما القسم الثاني فهو الإيمان والتقوى فهو يجلب البركة، والبركة أطيب الرزق وهي النماء والخير. والتقوى هي الخوف من الله. قال الله عز وجل (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) صدق الله العظيم. وقال سليمان الحكيم: رأس الحكمة مخافة الرب، فلنعمل على الحصول على البركة في الرزق من الله العزيز حتى نحافظ عليه ولكي ينمو ويزداد.أما القسم الثالث فهو صلة الرحم. قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام (من أحب أن ينسأ له في أجله، ويبسط له في رزقه، فليصل رحمه) متفق عليه صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وينسأ تعني يؤجل وهي بمعنى البركة. والقسم الرائع هو الدعاء قال الله عز وجل (وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) صدق الله العظيم. وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام (ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها. قالوا إذن نكثر. قال الله اكثر) رواه الترمذي وقال حسن صحيح صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما القسم الخامس فهو التوكل على الله حق توكله. قال الله عز وجل (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) صدق الله العظيم. وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام (لوْ أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا). رواه االترمذي وقال حديث حسن صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام. وخماصا تعني جائعة وبطانا تعني ممتلئة البطون. فعلينا أيها الأعزاء أن نسعى في الحياة بجد واجتهاد وأن نستغفر الله كثيرا ونتقي الله ما استطعنا ونصل رحمنا وندعو الله بالخير لنا ولأحبائنا وأن نتوكل على الله فهو حسبنا حتى يزيد رزقنا بفضل الله سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم القادر على كل شيء. أزاد الله ارزاقكم واسعد قلوبكم وزادكم علما وايمانا.