كما أن للفرح و السعادة عشاقاً لا يملون التنقيب عنهما فإن للأحداث من حولهم سطوة تخلق أحياناً آلاَف الحواجز على الطريق الموصل إليهما ! هذا هو حال الملايين من العرب و المسلمين الباحثين عن الأمان في حدود أوطانهم المثقلة بالبطالة و الفقر و الحروب الطاحنة في يوم العيد , «عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ «, قالها المتنبي وقلبه عامر بالإيمان والحب والتفاؤل و قليلاً من الخوف في أن يطول الأمل كثيراً فينقطع الرجاء من قلبه المتعب بألا يحدث أي شيء جديد فيه خلاصه من محنته ! فكيف هو حال شاعرنا لو كان يعيش بيننا هذه الأيام ؟ كم من القصائد سيكتب وكم من بيت سيملأه بالهجاء و اللعنات على واقع مرير تمر به أمتاه - العربية و الإسلامية - ؟ هل سيبدأ بهجاء سفاح الشام بشار و نظامه المجرم في معلقة عنوانها ( أجل الله الحيوانات ) ؟ أم كان المتنبي مشغولاً في إلقاء قصيدة أخرى يذكٌر فيها بمناقب العقيد أبو منيار المخجلة ؟. الأكيد أن شاعرنا العظيم يعيش قرير العين في قبره بعيداً عن ضوضاء عالمنا و دموية من يسكنه , عيدكِ سعيد يا أمتي , عيدكِ سعيد يا أمتي رغم كل ما لحق بجسدك الطاهر من جروح غائرة هي من صنع من ملأ الدنيا ضجيجاً صباح مساء بأنه المسلم الوحيد على هذه الأرض ! عيدكِ سعيد يا أمتي , عيدكِ سعيد يا أمتي التي سوف تزيل يوماً ما غبار الجُبن و الذل الذي إستوطنا روحها , فلو سألنا طفلاً مسلماً عن حلم قديم يبحث عن إيصاله لواقعه حتى يستطيع ملامسته بعينيه و أنامله لكان جوابه ( تحرير فلسطين ) القضية التي سقطت من عقول بعض ساسة العالم عمداً , عيدكِ سعيد يا أمتي لا بد أن تنتفضي لتُعيدي إلى من يفاخر بكِ بين البشر كبرياءه المفقود ! كبرياء قد لامس السحاب في ما قد مضى و أن لأهله أن يصنعوا مثيلاً له ليحطموا بأيديهم تلك الحواجز التي صنعها خوفهم في طريقهم الموصل للفرح و السعادة الأبدية . [email protected] twitter : @saudibreathe