في الأسبوع الماضي كان لي مع الأحوال المدنية وقفة وفصول، فبعد زيارتي لها تغيرت الصورة الذهنية السلبية عن الأحوال المدينة 180 درجة وانخفضت درجة رختر حتى وصلت الصفر ولله الحمد والمنة، كيف لا وقد تحولت الأحوال وخدماتها إلى خدمات إلكترونية راقية وإنجاز في الوقت وراحة وتيسير ليس لها مثيل في كثير من الدوائر الحكومية الخدمية. لا أخفيكم سراً أنني منذ 3 أشهر أو يزيد وأنا أراود نفسي كي أذهب للأحوال لإنجاز معاملة استخراج شهادة ميلاد متأخرة عن موعدها وإضافة مولود لسجل الأسرة الجديد ويتحتم علي تجديد بطاقة الهوية الوطنية مع التبصيم، فكان ذلك مزيجاً من الألم والاحتقان يزداد مع مرور الأيام، فبمجرد التفكير في إنهاء هذه الإجراءات ومن الأحوال تصاب بدوار وقد تتعطل بعض حواسك عن العمل، ولن تجد حلاً إلا تأجيل الذهاب للأحوال حتى تجد أو تسمع عن واسطة هنا أو هناك. قدراً حجزت الموعد وكان بعد عشرة أيام، وذلك من خلال موقع الخدمات الإلكترونية وقمت بطباعة الموعد والنموذج وفيها الشروط والطلبات والتي ليس فيها تعقيد أو بيروقراطية، ثم حان الموعد والخوف يزداد ويراودني الكثير من الأسئلة، كم كيلومتراً من المشي بين المواقف ومبنى الأحوال، وهل ستكون زيارة واحدة أم اثنتان أو أكثر، وكم ساعة ستذهب سدى في كل زيارة، وماذا عن الطلبات الإضافية مثل خطاب من العمل وتصديق الغرفة التجارية وتعريف من العمدة أو الشرطة وغيرها من المعاريض والخطابات، بالإضافة إلى غرامة التأخير ومن أي بنك ستدفع الغرامة، وماذا عن حبر التبصيم وعن وجود مغسلة لليدين. توجهت لمبنى الأحوال فوجدت مواقف كافية وملاصقة للمبنى ومظللة (سبحان الله) ودخلت المبنى فلم أجد إلا صفاً به 3 أشخاص أمام كاونتر للتدقيق في الأوراق والطلبات وليس هناك زحام يذكر، بعدها توجهت لصالة الانتظار وخلال أقل من 10 دقائق جاء دوري وتقدمت بأوراقي (القليلة) للموظف الذي طلب مني التبصيم بدون حبر على جهاز حديث ! وخلال دقيقة واحدة استلمت شهادة الميلاد وسجل الأسرة، أما بالنسبة لبطاقة الهوية فقد أفادني الموظف بأنها ستكون جاهزة خلال عشرة أيام فكانت هذه كبوة الأحوال المنتظرة، إلا أن رسالة جوال في اليوم التالي وصلتني من الأحوال المدنية مفادها أن هويتي الوطنية جاهزة للاستلام من موقع الأحوال، فلم يعد لي مأخذ على الأحوال المدنية، بل ويجب علي تقديم التحية العسكرية لكافة أفراد الأحوال المدنية دون استثناء. نكزة : هل ماوصلت إليه الأحوال المدنية إنجاز يجب استنساخه لجميع القطاعات الخدمية .. أم أنه إعجاز يصعب تكراره في غيرها من الدوائر الحكومية التي غرقت وتشبعت في بحور البيروقراطية والروتين. والله أعلم https://twitter.com/#!/SultanShehri