من المعروف أن الإرادة تصنع المستحيل، لأنها قوة جبارة توازي قوة السلاح النووي لذلك كانت كفيلة بصنع الإنجازات وخلق المعجزات ,ولطالما كان أصحاب الإرادة من ذوي الشأن في المجتمع حاصلين على كل التقدير والإعجاب.وإذا كانت الإرادة كذلك ذات تأثير فاعل في صنع وتغيير مسارات الحياة ، فإنها في ذات الوقت ربما تكون ذات اثر سلبي إذا ما وجهت الاتجاه غير الصحيح. وبناءً على ذلك هل سأل أحدنا كيف سيكون الحال إذا وجهت الإرادة بكل جبروتها نحو النكد؟ .. مثلا فلابد أن الحال ستكون مزرية حينها ، إذ من الصعب العيش مع إرادة نكدية بحتة,حيث أن كثيراً من الناس يصعب عليهم ألا ينكدوا على الآخرين إذا رأوهم سعداء حتى لو كانوا من أقرب الناس إليهم ، فالحب شيء والنكد شيء آخر ، إذ يعتبرونه واجبا يوميا يجب ان يؤدى على أكمل وجه وفي الوقت ذاته يعطيهم شعور رائع بخلق دراما من تأليف وإخراج شخص واحد,هذا بالإضافة لبرستيج الرهبة الذي يضاف على شخصيتهم فالكل سوف يبدأ بخشيتهم وتحاشيهم بل وربما قد يتملقهم الآخرون حتى يسلموا من شر ألسنتهم التى لا تقف عند حد. والغريب أن هؤلاء الأشخاص لا يتحكم بهم المزاج لأن النكد متواجد معهم حتى في أكثر أوقاتهم سعادة وكل سلاحهم هو كلمة أو حرف لا يعجبهم غير عالمين أن كلمات وحروف اللغة لن تعجبهم, لأن مشكلتهم ذاتية نابعة من الأعماق تتمحور حول شعورهم بالنقص وبعدم قدرتهم على لفت الأنظار لهم إلا بكل دراما النكد التى يخلقونها,وغالبا ما نجد هذه الحالة عند الأشخاص الذين وجدت لديهم ظروف شكلية أو اجتماعية لم ترق لهم وكانت مصدر سخرية من الآخرين وبالتالي ولدت لديهم رغبة بالانتقام من المجتمع ، وممن حولهم بالدرجة الأولى ،وفي الوقت ذاته هي وسيلة فعالة للدفاع متبعين بذلك مبدأ (الهجوم أفضل وسيلة للدفاع). وختاما لا يسعنا إلا تجنب شخصيات كهذه لأن هدفهم الأول والأخير هو إغضاب الآخرين وإتعاسهم ولو بكلمة ، وكلما أعطيناهم المجال كلما ازدادوا سعادة بتحقيق أهدافهم المريضة ولذلك يكون وضع أسس واضحة للكلام هو الوسيلة المثلى لإحباط خططهم الهجومية الدائمة. كاتبة سعودية