بعد النجاح الكبير الذي حققه الإخوان بانتخابات نقابة الأطباء والشعبية الكبيرة لهم بالأوساط الاجتماعية المتوسطة والفقيرة ماهي إلا بشائر لهم بتحقيقهم أغلبية في مجلس الشعب الذي جرت انتخاباته ولم تعلن نتائجه حتى كتابة هذا المقال إلا أنني أتوقع فوزهم بأغلبية كبيرة على غرار ماحدث بتونس بفوز حزب النهضة وفوز حزب التنمية والعدالة بالمغرب ، مما يبشر بجمهورية إسلامية مصرية بثوب مدني فضفاض إن المتتبع لحركة الإخوان المصرية الممتدة إلى أكثر من ثمانين عاما وتشربهم للحياة السياسية المصرية وفهمهم العميق لخبايا ودهاليز السياسة المصرية يؤكد فوزهم بالانتخابات والتبشير بدولتهم القادمة يسبق ذلك كله التصاريح الآتية من الغرب والتي لاتمانع من التعامل مع الإخوان في حال فوزهم بالانتخابات ماهي إلا دعائم قويه لموقف الإخوان في الإنتخابات .فهل سنرى مصر بثوب جديد بعد الانتخابات؟ أعتقد أن مصر تغيرت كثيرا بعد رحيل النظام السابق ولكن التغيير الكبير سيأتي بعد أن يصل إلى سدة الحكم ساسة ذوو خلفية إسلامية ويقودون دولة مدنية حسب التصاريح اللتي يطلقونها تكرارا ومرار بأنهم لايمانعون بأن يكون نظام الدولة مدنيا فكيف سيتعامل الإخوان مع الملفات الحساسة كالملف الإسرائيلي وهو أهم الملفات على الإطلاق وكذلك العلاقات السياسية والإقتصادية مع الغرب والتعامل مع التركيبة الدينية للمجتمع المصري والعلاقات الثنائية مع الدول العربية وتطبيق الشريعة الإسلامية ومدى تقبل المجتمع لها وهل سيقدم الإخوان تنازلات فكرية كثيرة جدا من أجل الوصول لسدة الحكم وتحقق حلمهم القديم بالحكم وإعلان جمهوية مصر الإخوانية والذي طال أكثر من ثمانين عاما أعتقد أن الأيام كفيلة للإجابة عن كل هذه التساؤلات.