مع اندلاع الثورات العربية حينما أحرق بوعزيزي نفسه مطلقا الشرارة الأولى لبداية الربيع العربي لاحظنا أن المحرك الرئيسي للاحتجاجات والاعتصامات هي الحركات والتنظيمات الإسلامية. ففي تونس كان المحرك الرئيسي وصاحب اليد الطولى في الثورة التونسية هم أنصار حزب النهضة ذوي التوجهات الإسلامية أما في مصر فكان اللاعب الرئيسي والمحرك الأول للاحتجاجات هم الإخوان المسلمين حتى استطاعوا إسقاط الرئيس خلال ثمانية عشر يوما وفي ليبيا لايخفى على الجميع أن أركان المجلس الانتقالي هم من الإسلاميين ويدل على ذلك تصريح رئيس المجلس مصطفى عبدالجليل حينما صرح بأن الدستور الليبي الجديد سيعتمد على الشريعة الإسلامية, ويأتي فوز حزب النهضة بالانتخابات التونسية بنسبة بلغت الأربعين بالمئة كأكبر دليل وعلامة فارقة بأن الربيع العربي ربيع على الحركات الإسلامية وبداية الخريف لليسار والليبراليون العرب وباقي التوجهات الفكرية الأخرى فلم نلحظ لهم إلا حضورا خجولا في بداية كل ثورة عربية بينما اختفوا تقريبا من الثورة الليبية والمصرية وكذلك نلاحظ تأخر الحسم في الثورتين السورية واليمنية وذلك من وجهة نظري على الأقل بسبب عدم حضور الحركات الإسلامية بشكل قوي في الاعتصامات والمظاهرات وهنا أتساءل هل اكتفى أصحاب التوجهات الليبرالية بالتنظير وتصدى أصحاب الفكر الإسلامي للعمل وبدأوا بحصد ثمار عملهم وجهدهم بفوز حزب النهضة بتونس وسيطرة الإسلاميين على المجلس الانتقالي بليبيا ؟ .. أم أن الشعوب العربية تتوق لقائد ذي خلفية إسلامية على غرار أردوغان تركيا.