ربما أن قضية قيادة المرأة لن تستمر طويلا وسط جدل المجتمع والتناقضات الغريبة على المشهد وسيكون هناك أمر حاسم يحدد الشروط التي يستند عليها السماح للمرأة بالقيادة والتي باتت ملحة جدا وضرورية خصوصا أنها ليست محرمة شرعا بل عرف أصبح الأغلبية يرغبون بتغييره. فما يحصل الآن من ظهور بعض النساء يقدن سياراتهن وسط المدن الكبيرة جعل التساءولات كثيرة والتعامل معهن من قبل الأمن غير واضح فقد قرأنا عن حالات كثيرة لنساء يقدن سيارتهن وتم التعامل معهن بكل أدب من قبل رجال الأمن ولكن بعض القضايا تصعدت حتى وصلت إلى أبواب المحاكم مثل ما وافتنا به بعض الصحف بالأمس أن المواطنة شيماء جستنية في جدة قد حكم عليها بعشر جلدات ! لقيادتها السيارة وإن صح هذا الخبر فهو الأمر الذي يجب أن نقول إنه لا يقبله عرف ومنطق وفي نفس اليوم ظهرت السيدة مديحة لتقود سيارتها في الرياض واستدعيت من قبل الشرطة وأخذ عليها تعهدا بعدم القيادة مرة أخرى وظهرت على الفور وكانت عقوبتها انتظارها لسائق لموزين لفترة طويلة في الشارع ولم يحضر مما اضطرها للاتصال بإحدى صديقاتها لتحضر مع سائقها، وبين أن تقود سيارتها وبين ركوبها مع سائق أجرة أجنبي ليس بمحرم لها هنا يجب أن يحضر العرف والشرع ولكن !. وبين هذه وتلك نجد أن السيدة نجلاء حريري تنتظر ما تسفر عنه جلساتها في هيئة الادعاء العام بجدة بعد أن تم التحقيق معها حول قيادتها للسيارة ومن المؤكد أننا سنظهر بنتيجة تختلف عن الحالتين السابقتين وبحكم مختلف جذريا ولكن أتمنى قبل ذلك أن يكون القرار حول وضع قيادة المرأة للسيارة قد صدر لكي يلغي العقوبات السابقة والتعهدات ويكون الأمر واضحا وجليا للمجتمع حول هذا الأمر ولكي لا نجلس نواجه الأسئلة أمام العالم من حولنا الذي بات يتندر بالأحكام والتعاملات بخصوص هذا الشأن. في البادية والمحافظات النائية في الوطن يختلف العرف والأحكام حول هذا الأمر كليا فالمرأة هناك تقود سيارتها منذ فترة طويلة ولم تجد أي انتقاد من المجتمع أو محاولة من بعض المغرضين لتشويه صورتها وسمعتها وكذلك لم نسمع بحكم شرعي أو تعهد أخذ عليها بل أنها تشارك عائلتها في قضاء حوائجهم وتقوم بأعمال موازية لأعمال الرجل وهنا يتضح أن البادية في هذا الأمر تتعامل مع المرأة بطريقة أكثر حضارية وأن هناك الكثير من المتناقضات حول قيادة المرأة للسيارة والذي نتمنى أن ينتهي بقرار واضح وصارم ينهي الجدل في قضية القيادة التي كما ذكرت بالبداية باتت مطلبا ملحا في هذا الوقت. [email protected] فيس بوك - تويتر