أما الصرخة.. من هنا فهي في أذن وزارة الثقافة والإعلام ولكن تفاصيلها تأتي لاحقاً! وأما الصرخة.. من هناك فكانت من شابة أمريكية أطلقتها في وجه السفاح (بنيامين نتنياهو) بينما كان في جلسة خاصة للكونجرس الأمريكي في واشنطون يهرف بما يعرف وبما لا يعرف من تخرصات وأكاذيب وذلك يوم الخميس 24 مايو 2011. كانت تلك التخرصات والأكاذيب كبيرة ومدوية مما حدا بالشابة الأمريكية أن تخرج لسانها وتقول له (أنت كاذب) ثم تقول لا.. للاحتلال.. لا تقتل الأطفال وهو يقول إنه (لا عودة إلى حدود 67 وإنه يمثل دولة تمارس الديمقراطية بينما تقف في طريقها دول الشرق الأوسط حجر عثرة!) ولست أقصد استعراض أكاذيبه وترهاته ودعاويه المذمومة فلذلك مجال آخر ولكنني أعود إلى وزارة الإعلام وأصرخ في أذنها إذا كان في هذا الوقت – زمن التغيرات الهائلة والأحداث المأساوية الرهيبة التي يعانيها أكثر من شعب عربي في الكفاح ضد الدكتاتورية والانغلاق وقتل العدالة – في هذا الوقت يرتفع فيه زهو الفرح حيث أعلن عن صوت غنائي جديد وكأنه لا ينقصنا إلا هذا في حين تمتلئ ديارنا بالمطربين الذين لا يعرفون ولا يتقنون معنى الغناء والفرق بينه وبين الطرب، وإنما أصوات هي إلى الضوضاء والصخب أقرب منها إلى الفن! حتى إن الدكتور عبد الله مناع يروى عنه أنه تمنى على وزارة الإعلام أن تكتفي بصوت ما يدعى أنه مغنواتي (رابح دجاجة) لأنه يفتقر إلى كاريزما المذيع فضلا عن كاريزما المطرب أو المغني! مع الأسف تقام له الحفلات ويجتاح المهرجانات في دبي وهنا وهناك ما عدا قرطاج فستكون مغلقة عليه بعد أن تطهرت من الدكتاتورية، أما كبيرهم لدينا فقد قال عنه الأستاذ محمد السحيمي – كفى الصراخ.. (40 عاما) ونشر ذلك في جريدة الوطن وقال عنه الكاتب عبد الله الغزامي أنه إلى الإنشاد أقرب منه إلى الطرب ونشر هذا في الصفحة الثقافية في جريدة الرياض! ماذا أقول أكثر عن تدني وهبوط مستوى الغناء لدينا. إن الكم الهائل منهم لم يفرز نخبة مجيدة في الآداء والكلمات واللحن. وليس هذا اتهام لمطربي المملكة فقط بل هذا ينطبق على أغلبهم في مصر وفي لبنان وفي تونس والكويت... الخ. على أن الجدير بالذكر أن هناك من خجل من نفسه وخجل من هذا الهبوط الذريع والانحلال في حالة الغناء بالعالم العربي فآثر أن ينسحب ويصمت مثل الكويتي محمد المازم ومثل محمد الحلو من مصر جزاهما الله خيرا. إن روتانا تنطوي حقيبتها على أكثر من مائة وعشرة مطربين أو مغنين فلست في الحقيقة أعرف الفرق في التصنيف بين مزعق ومصرخ لكن كل ما أرجوه من وزارة الإعلام أن تعد ضوابط لهذه المأساة المروعة مثلا على الأقل تطلع على الكلمات قبل أن تنطق وتختبر من يريد أن يغني قبل أن ينطق، وتحافظ على مستقبل الأجيال الجديدة من مدعيي الطرب الصغار مثل المطرب الجديد وزميله القديم (عباس..) فأولى بهم التعليم أن تحتويهم الثانويات والجامعات ومستقبل ذلك التعليم المشرق ليكونوا أيادي لبناء الوطن لينفعوه وينفعوا أنفسهم والله المستعان. قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إن الدنيا لا تساوي ورقة في فم جرادة!.