قال معالي وزير العمل في اجتماع مع رجال الأعمال في مدينة جدة قبل أيام إن نطاقات ستقضي على 99% من السوق السوداء للتأشيرات. وأن برنامج نطاقات المنتظر سيبدأ تطبيقه على منشآت الأعمال وكشف وزير العمل في حديثه عن دور نطاقات في القضاء على التستر التجاري وأن قراراً سيصدر قريباً ينص على تحديد إقامة العاملين الأجانب في البلاد بحد اقصى ست سنوات.. وعندما قرأ الناس هذا الخبر تساءلوا عن معنى نطاقات.. الذي سيقضي على السوق السوداء للتأشيرات. أيها الوزير.. لم يتصور الناس أو بعضهم أن يكون نطاقات نظاماً يسري في تنظيم تأشيرات العمل وأنا لم أفهم هذا فإن الذي اعرفه في الوقت الحاضر أن القضاء على التستر سيأخذ وقتاً طويلاً لأننا سكتنا عليه سنين عديدة.. رغم ان الصحافة كتبت كثيرا ووجهت بضرورة القضاء على هذه الظاهرة نعم قرأنا والأسف ملأ قلوب المقيمين وسمعنا منهم صيحة كانت قوية. وأوشك الجو بهذه الصيحة ان يزداد ظلاماً فتشابه الأمر.. وكان من نتائج ذلك ان قام هؤلاء الضيوف يدعون بما لا يُعرف في ذلك الاجراء وخشية ان يتضمن الضرر بالمقيمين النظاميين. ولعل هذه الصيحة تجد سبيلاً الى قلبك يا معالي وزير العمل. وعقلكم الرزين في تقدير مسؤولية هؤلاء المقيمين. نعم بلدنا تبنى وتؤسس ونريد لها القوة فيما له بالصحة والاخلاق من صلة. فنبدأ من الآن تدريب الشباب السعودي على الصبر على المكاره والثبات على العمل والطموح الى المجد.. ونريد كهولاً عركتهم التجارب واكتسابها من هؤلاء المقيمين النظاميين الذين مضى عليهم سنين في العمل بهذه المملكة وأن لا تبطرهم النعمة في النجاح. ونريد تدريب الشباب على المغالبة والمكافحة بلا ضعف ولا تواكل ولا لين ولا استخزاء. فلنبدأ من الآن برسم صورة المستقبل ويجب ان نستعد للانطلاق.. وتوظيف الامكانيات الى القضاء على هذه الظاهرة ونذهب الى كل بيت فيه متخلفين وسيصبح الغد جميلاً بإذن الله بشرط ان نعرف من الآن كيف نصل اليه وكيف نعيش فيه ونريد ان لا يقع الوطن في ظلمات نتيجة المتخلفين ونخرج الى النور. ولا بد ان تأتي التعليمات المنتظرة أولا فيها حلول جذرية للمقيمين في المملكة بطريق غير مشروع. فإن هؤلاء خطرون على امن البلاد ولا يمكن السكوت على هذه الفئات اكثر مما سكتنا عليهم. وربما يكون غطاها تراب الزمن وربما يجندون لامور خطيرة ومطلوب منا جميعاً أن نستعد من الآن في ضوء ما يجري في الدنيا للحذر من جديد وننطلق من جديد والانطلاق يحتاج الى مجهود وتجارب اشبه بانطلاق صاروخ الى القمر. نريد ان لا يقع على الوطن ضرر نتيجة المتخلفين، فتحديد ست سنوات لاقامة الاجنبي مهما كانت الاعذار والمبررات بالاقامة الرسمية ثم تنتهي يستوجب نظرة الى القضية نظرة تحليل ودراسة وتقصٍ يرتب لها مقدمات نخرج منها بتقدير ما احيط بها. ففي المملكة عمالة اجنبية مضى عليها اكثر من خمسين عاما وهم يحملون اقامات نظامية وتزوجوا هنا وانجبوا اولاداً واكتسبوا خبرة طويلة ونفعوا البلاد بأعمالهم الغنية فلا بد ان نحيط هؤلاء بسياج من الجد والحزم يمنعنا من التفريط في هذه الخبرة الطويلة. والأهم والاخطر ان نبدأ بالمتسترين والمتستر عليهم.. فهؤلاء فئات باعت ضميرها.. وان القضاء على التستر أهم من اي تنظيم للعمالة الاجنبية. وهذا سيأخذ وقتاً طويلا لاننا سكتنا عليه سنين طويلة رغم ان الصحافة كتبت كثيرا وطالبت بضرورة القضاء على هذه الظاهرة. وكما قلتم يا معالي وزير العمل ان مئة مليار ريال تحول سنويا لخارج المملكة حصيلة مكاسب الايدي العاملة الاجنبية المتستر عليها من المواطنين فهذه المبالغ قيمة دائمة ولا يجوز للمواطن ان يبيع الوطن من اجل قليل من الريالات والمليارات تحول للخارج. انني وانا اكتب هذه الملاحظات لا ادافع عن العامل غير السعودي في بلادنا الا بقدر ما يمس بلادنا من الاذى وما كنت لأدافع عن شيء ولكنني ادافع عن مصلحة الوطن ومبادئ سليمة لا تتغير بتغيير الافكار فاللهم ارزقني خفض الجناح ولين الجانب وللمؤمنين آمين. مكة المكرمة