بدأ سوق تزييف المنتجات يتسع شيئاً فشيئاً إلى أن أصبح يشمل منتجات تتعلق بصحة (الإنسان) بسبب التساهل في أنظمة التسويق بعيداً عن أعين المراقبين وإدارات المتابعة والرقابة والتفتيش، وتزايد تلقي ضعاف النفوس للرشوة. ففي أسواق أغلب بلدان قارتي آسيا وافريقيا يجتاح وباء من المنتجات المزيفة من الأدوية الضرورية لانقاذ حياة المرضى. ففي تقرير لمجلة نيويورك تايمز عن"العقاقير" أشار إلى أن وباء التزييف للمنتجات من الأدوية يزداد انتشاراً، فقد عثر على كميات مزيفة من أدوية الملاريا وصلت نسبتها الى (53) في المائة أثناء عمليات جرد العينات من هذه الأدوية في جنوب شرق آسيا! كما عثر على كميات من عقاقير مزيفة من المضادات الحيوية، وأدوية علاج السل وأدوية علاج الإيدز حتى اللقاحات المضادة لالتهاب السحايا! وتقدر الوفيات الناجمة عن الأدوية المزيفة بأعداد تتراوح بأكثر من مائتي ألف نسمة! وقدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن (مليون) حالة وفاة بالملاريا يمكن تفاديها لو كانت كل الأدوية المقدمة للمرضى حقيقية، وجرى تناولها بشكل محكم! وفي الصين أعلنت وكالة الصين الحكومية للأنباء (شينخوا) بأنه القي القبض على رئيس وكالة الغذاء والدواء الصينية (زينغ زيار) الذي كان يشغل هذا المنصب منذ عام 1998م قبل اعفائه عام 2005م، واثنين من نوابه بتهمة الارتشاء في المصادقة على فواتير بيع المنتجات المزيفة من الأدوية، وفضيحة حليب للأطفال أدت الى وفاة عشرات الصينيين من البالغين والأطفال. وفي فينتيان في لاوس لاحظ فريق في مركز جامعة اوكسفورد للطب الاستوائي أن أكثر من نصف أدوية علاج الملاريا التي يتم شراؤها في جنوب شرق آسيا مزيفة. واكتشف الفريق اثني عشر نوعاً مزيفاً كانت تسوق على أنها عقار ارتيميزنين تنتجها شركة (غلويلين فارما) في الصين! وأشار الفريق الى ان إحدى المؤسسات الخيرية العاملة في ميانمار (بورما) اشترت مائة ألف حبة من الأدوية ظهر انها كلها كانت مزيفة! وأضاف: الباحث في المركز الدكتور باول نيوتن: أن (الأدوية) لا تنتج في مطبخ منزلي بل على نطاق صناعي! هل تكثف الجهات المعنية في وزارتي التجارة والصحة كافة الإجراءات للحد من دخول هذه المنتجات المزيفة من الأدوية من بلدان جنوب شرق آسيا، ولا سيما من الصين؟!.