ترتسم الابتسامة لخريج جامعي من كلية الهندسة، الذي يبدأ معاناته من اول يوم دراسي من دخوله للكلية، والذي عنوانه الصبر مفتاح الفرج، يجاهد نفسه ليبعد عنها المعاناة والضغوط التي تمر بها خلال المرحلة الدراسية لكي يصل إلى هدفه ويحقق طموحه. لكنه لم يكن يعلم هذا الطالب بمكانة المهندس السعودي التي تغيرت احواله واصبحت معاناة مريرية لا يعلمها سوى خريج كلية الهندسة، واصبحت مجرد شهادة مزخرفة بكلمة الهندسة. ما ان يستلم الخريج وثيقته، لتتحول تلك الابتسامات الى بداية حزن وألم شديد، ليتفاجأ بمكانة المهندس السعودي بالمجتمع، الذي يعتبر درعاً واقياً لتحقيق نسبة السعودة في القطاعات الخاصة، ليكون اسمه ضمن الهيكلة الوظيفية للشركة، لكي يبرز ويزخرف هذه الهيكلة بشهادة الهندسة، لتتفاخر بها الشركة وتتباهى بها، متجاهلين هذا المهندس دون أي دورات تدريبية او تطويرية. اما القطاعات الحكومية، فالمهندس مجرد اسم على ورق، له مرتبة وظيفية مماثلة لاي موظف يحمل شهادة جامعية فلا يملك هذا المهندس اي شيء يشير الى هندسة. هذا هو حال اي مهندس سعودي حديث التخرج، الذي اصبح يقبل بالوظيفة بأي قطاع وبأية مكانة وبأية مرتبة ليسد احتياجاته اليومية براتب شهري بسيط، فترى المهندس متخبطاً بين هذه وتلك راجياً الله أن يفرج عنه هذه المأساة متمنياً ان يرجع الزمن ليغير شهادة الهندسة بشهادة أخرى ليكون له نصيب الوظيفة المناسبة. مطالب المهندسين السعوديين أولاً: تخصيص كادر هندسي يليق بالمهندس السعودي بمرتبات جيدة وبدلات وعلاوات مناسبة بحيث يتم منافسة القطاع الخاص والحفاظ على المهندسين من التسرب لها حيث إن مرتب المهندس حديث التخرج في القطاع الخاص يتجاوز 10000 بينما في القطاع الحكومي 5840 وهذا غير مكافئ صراحة للمهندس. ثانياً: بالمقارنة بين المهندس السعودي في القطاع الحكومي وزميله في القطاع الخاص نجد ان كفاءة المهندس والخبرة التي يتحصل عليها المهندس الذي يعمل في القطاع الخاص اقوى وافضل!! اذا المهندس في القطاع الحكومي يحتاج لتوفير الدورات التدريبية المتقدمة والبعثات القصيرة.. من صندوق الموارد ا لبشرية او من دعم الهيئة السعودية للمهندسين لان اسعار الدورات مكلفة جدا وقد لا يستطيع المهندس حديث التخرج دفع التكاليف وهذا قد يتسبب في تأخر الاداء وانخفاض نسبة الكفاءة. اناشد كلاً من وزارة العمل ووزارة الخدمة المدنية ووزارة المالية اعطاء المهندس السعودي حقه بإقرار واعتماد الكادر الهندسي الموافق عليه من قبل المقام السامي بما يليق بمسمى الهندسة ليكون للمهندس السعودي نصيب كما للمهندسين في الدول الاخرى. مع العلم بأن عدد المهندسين السعوديين لا يتجاوز 30 ألف مهندس من أصل اكثر من 170 ألف مهندس بالسعودية. مكة المكرمة